عاجل

زلزال مدمر يضرب شرق أفغانستان ويخلف أكثر من 800 قتيل وآلاف المصابين

زلزال مدمر يضرب شرق
زلزال مدمر يضرب شرق أفغانستان ويخلف أكثر من 800 قتيل

لقي أكثر من 800 شخص مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 2800 آخرين إثر زلزال قوي ضرب المناطق الشرقية من البلاد، وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين تحت الأنقاض، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها أفغانستان في السنوات الأخيرة.

الكارثة تضغط على موارد طالبان في ظل أزمة إنسانية

جاء الزلزال في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة، وتراجع حاد في الدعم الدولي منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021، وقد زادت الكارثة من الضغوط على حكومة طالبان التي تعاني بالفعل من نقص حاد في الموارد وتراجع في المساعدات الخارجية.

نداءات دولية للمساعدة بعد زلزال بقوة 6 درجات

ضرب الزلزال، الذي بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، عند منتصف الليل على عمق 10 كيلومترات، ما أدى إلى انهيار آلاف المنازل المبنية من الطوب اللبن على سفوح الجبال، خصوصًا في ولايتي كونار وننغرهار على الحدود مع باكستان.

وناشد شرفات زمان، المتحدث باسم وزارة الصحة في كابول، المجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة، قائلًا: "الكثير من الناس فقدوا حياتهم ومنازلهم... نحن بحاجة إلى المساعدة الآن".

حصيلة الضحايا وخسائر فادحة في القرى الشرقية

أعلن المتحدث باسم إدارة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن الزلزال أسفر عن مقتل 812 شخصًا، منهم 610 في ولاية كونار و12 في ننغرهار، إضافة إلى دمار ثلاث قرى بشكل كامل، وأضرار جسيمة في قرى أخرى.

وقال عبد المتين قانع، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن "جميع فرقنا تم تعبئتها لتقديم الدعم الكامل"، مشيرًا إلى تنسيق واسع في مجالات الأمن والإغاثة والغذاء والصحة.

جهود الإنقاذ: مروحيات وفرق طبية وسط ظروف صعبة

أرسلت وزارة الدفاع 40 طائرة هليكوبتر نقلت 420 من الجرحى والضحايا، في وقت تكافح فيه فرق الإنقاذ للوصول إلى المناطق الجبلية المعزولة، حيث انقطعت شبكات الاتصال، مما أعاق التنسيق.

وأظهرت لقطات مروحيات تنقل الضحايا من المواقع المنكوبة، بينما يعمل السكان المحليون إلى جانب قوات الأمن في نقل المصابين إلى سيارات الإسعاف.

كارثة طبيعية جديدة منذ حكم طالبان

يعد هذا الزلزال الثالث من نوعه منذ عودة طالبان إلى الحكم، بعد الزلزال الذي وقع في عام 2022 وبلغت قوته 6.1 درجات، وأسفر حينها عن مقتل نحو ألف شخص، وكان أول اختبار كبير لحكومة طالبان في مواجهة الكوارث.

ويؤكد هذا الزلزال مدى هشاشة البنية التحتية وضعف قدرات الاستجابة السريعة في البلاد.

تراجع حاد في المساعدات الدولية وسط سياسات طالبان

تراجعت المساعدات الإنسانية لأفغانستان إلى 767 مليون دولار فقط هذا العام، مقارنة بـ 3.8 مليار دولار في 2022، بسبب استياء المجتمع الدولي من سياسات طالبان تجاه النساء، لا سيما القيود المفروضة على عمل النساء في مجال الإغاثة.

وقالت وكالات الإغاثة إن أفغانستان تواجه أزمة منسية، إذ تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السكان بحاجة ماسة إلى المساعدة.

وأكدت وزارة الخارجية الأفغانية أنه حتى الآن، لم تتواصل أي حكومة أجنبية لتقديم الدعم لأعمال الإنقاذ أو الإغاثة، وفي وقت لاحق، أعلنت الصين استعدادها لتقديم مساعدات وفقًا لاحتياجات أفغانستان وفي حدود قدراتها.

من جهته، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عبر منصة X، إن البعثة الأممية في أفغانستان تستعد لدعم المناطق المتضررة.

قرى لا تزال مدمرة منذ الزلزال السابق في هرات

أشار مسؤولون محليون إلى أن كثيرًا من القرى، خاصة في منطقة هرات، لا تزال تعيش في خيام وهياكل مؤقتة منذ الزلزال المدمر الذي وقع قبل نحو عامين، مما يكشف عن ضعف عمليات إعادة الإعمار.

أفغانستان تحت تهديد دائم من الزلازل

تقع أفغانستان في منطقة نشطة زلزاليًا، خصوصًا عند سلسلة جبال هندوكوش، حيث تلتقي الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية، مما يجعل البلاد عرضة دائمة لزلازل مدمرة.

تم نسخ الرابط