عاجل

بوتين وشي يوجهان انتقادات حادة للغرب

بوتين
بوتين

شهدت مدينة تيانجين الساحلية بشمال الصين انطلاق أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025، بمشاركة أكثر من 20 من قادة العالم، في مقدمتهم الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط اهتمام عالمي متزايد بهذا الحدث، الذي وصف بأنه الأكبر للمنظمة منذ تأسيسها عام 2001.

انتقادات حادة للغرب ودعوات لتعددية أقطاب

وجه شي جين بينغ في كلمته الافتتاحيه انتقادات صريحة لما وصفه بـ عقلية الحرب الباردة وسياسات الترهيب، مؤكدًا على ضرورة إقامة نظام عالمي أكثر عدالة ومتوازنًا يقوم على تعدد الأقطاب.
وأعلن الرئيس الصيني عن حزمة دعم اقتصادي تشمل مساعدات وقروض بقيمة 12 مليار يوان صيني (1.68 مليار دولار) لدعم دول المنظمة.

من جانبه، قال بوتين إن القمة تجسد التعددية الحقيقية، واعتبر أن التوجه نحو استخدام العملات الوطنية في التسويات المالية داخل المنظمة هو حجر أساس في بناء نظام اقتصادي وأمني بديل في منطقة أوراسيا.

وأضاف بوتين أن النموذج الأوروبي الأطلسي لم يعد فعالًا، داعيًا إلى إنشاء نظام عالمي شامل وعادل، لا يقصي أي طرف.

بوتين يشيد بتركيا ويؤكد أهمية دورها في أوكرانيا

وصف بوتين تركيا بأنها شريك موثوق وفعال تاريخيًا، خلال لقاء جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة، مؤكدًا أن التعاون في مجال الطاقة بين البلدين يحمل طابعًا إستراتيجيًا.

كما أشاد بدور أنقرة في الوساطة بين موسكو وكييف، وقال إن دور تركيا المميز سيظل مطلوبًا في مساعي حل النزاع الأوكراني.

حضور دولي واسع ومؤشرات على تحالفات جديدة

جمعت القمة قادة دول إقليمية ودولية كبرى، من بينهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وشهدت القمة لقاءات ثنائية مهمة منها لقاء مودي وشي، حيث شدد الأول على ضرورة بناء علاقة تقوم على الثقة والكرامة المتبادلة، في خطوة اعتبرت تحسنًا تدريجيًا في العلاقات الصينية الهندية بعد سنوات من التوترات الحدودية.

رسائل جيوسياسية وسط تصاعد التوترات العالمية

انعقدت القمة في ظل أزمات دولية متلاحقة، منها تصاعد التوتر التجاري بين بكين وواشنطن، واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.

الملف النووي الإيراني

ودافع بوتين خلال خطابه عن موقف بلاده من الحرب في أوكرانيا، محملًا الغرب مسؤولية تفجير النزاع، ومتهمًا الناتو بمحاولة جر أوكرانيا إلى الحلف، أما شي فربط الحاضر بماضي الحرب العالمية الثانية، مؤكّدًا أن من الضروري مواجهة محاولات إعادة إنتاج الانقسامات القديمة، في إشارة غير مباشرة إلى سياسات واشنطن والغرب.

منظمة شنغهاي للتعاون.. نحو بديل للنظام العالمي الغربي؟

تأسست المنظمة عام 2001 بمشاركة 6 دول (الصين، روسيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان)، ثم انضمت إليها لاحقًا الهند وباكستان وإيران، إلى جانب دول تحمل صفة مراقب أو شريك حوار مثل تركيا، مصر، السعودية، والإمارات.

وتضم المنظمة نحو نصف سكان العالم، وأكثر من 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ما يجعلها قوة موازية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من حيث التأثير الجيوسياسي.

تم نسخ الرابط