دراسة جديدة تربط بين الإفراط في شرب الكحول ومرض الزهايمر
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "eNeuro" عن وجود علاقة بين الإفراط في شرب الكحول وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهو اضطراب تنكسي عصبي يؤثر على الذاكرة والوظائف المعرفية. وفقاً للبحث، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكحول (AUD) يظهرون أنماطاً جينية وخلوية مماثلة لتلك الموجودة في أدمغة المصابين بمرض الزهايمر.
أجرت الدكتورة أربيتا جوشي، عالمة الكمبيوتر في معهد سكريبس للأبحاث في سان دييغو، وفريقها تحليلاً شاملاً للتعبيرات الجينية في أنسجة المخ من أشخاص يعانون من مرض الزهايمر وأولئك الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكحول، ووجد الباحثون أن كلا المجموعتين تظهران نشاطاً متزايداً في جينات معينة مرتبطة بالخلايا العصبية المثبطة (GABAergic)، والتي تلعب دوراً في تنظيم نشاط الدماغ. الإفراط في تنشيط هذه الخلايا يمكن أن يؤدي إلى إجهاد الخلايا وموت الخلايا العصبية، مما يساهم في فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي.
كما كشفت الدراسة عن وجود تغييرات جينية مشتركة في المسارات الالتهابية بين المجموعتين، مما يشير إلى أن الإفراط في شرب الكحول قد يسبب تغيرات في الدماغ تشبه تلك التي تحدث في مرض الزهايمر.
على الرغم من أن الشيخوخة والعوامل الوراثية تظل من أهم عوامل الخطر لمرض الزهايمر، تشير الأبحاث إلى أن عوامل نمط الحياة، مثل الإفراط في شرب الكحول، يمكن أن تسهم في تطور المرض. وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة، فإن ما يصل إلى 40% من حالات الخرف قد تكون مرتبطة بعوامل سلوكية وبيئية، بما في ذلك تعاطي الكحول.
تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية الحد من استهلاك الكحول كإجراء وقائي لحماية صحة الدماغ، تقول جوشي: "إن فهم الآليات الجزيئية الكامنة وراء العلاقة بين اضطراب تعاطي الكحول ومرض الزهايمر يمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة لكلا الحالتين".
ويشير الخبراء إلى أن الحد من استهلاك الكحول يمكن أن يكون خطوة فعالة في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. إذا كنت تعاني من اضطراب تعاطي الكحول، يُنصح بطلب المساعدة من أخصائي صحي أو الانضمام إلى برامج الدعم المتاحة.
هذه الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تربط بين الإفراط في شرب الكحول وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. في حين أن البحث لا يزال في مراحله المبكرة، فإنه يقدم رؤى قيمة حول كيفية تأثير الكحول على الدماغ على المستوى الجزيئي، مما يعزز أهمية الاعتدال في استهلاك الكحول لحماية الصحة المعرفية على المدى الطويل.
