أمجد الشوا يحذر: غزة تواجه مجاعة وتهجير قسري وسط حصار إسرائيلي خانق

أكد الدكتور أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل غير مسبوق مع مرور كل لحظة، حيث يعيش المدنيون، وخاصة الأطفال والنساء، كارثة إنسانية متفاقمة.
تدهور غير مسبوق
وأوضح "الشوا" خلال مداخلة هاتفية على قناة النيل للأخبار، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع والاستهداف المباشر، ما يؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا وازدياد خطر المجاعة.
وأشار إلى أنه رغم مرور أكثر من تسعة أيام على تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي صنّف غزة رسميًا منطقة مجاعة، لم يطرأ أي تحسن على مستوى إدخال المساعدات الإنسانية الكميات المتوفرة من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية ما زالت أقل بكثير من الاحتياجات، بينما آلاف الأطفال والجرحى يفتقرون إلى العناية الصحية اللازمة، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة مئات الآلاف.
النزوح القسري واستهداف ممنهج
ولفت "الشوا" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض عمليات نزوح قسري جديدة، خصوصًا في شرق مدينة غزة وشمالها، ما يدفع العائلات إلى الهروب نحو غرب المدينة أو إلى مناطق وسط القطاع، فضًلا عن أن هذا النزوح لا يوفر أي حماية حقيقية، لأن "لا مكان آمن في غزة"، حيث تفتقر المناطق المستقبلة للنازحين إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والمأوى المناسب.
مضيفا أن الاحتلال يتعمد استهداف البنية التحتية والبيوت السكنية، مما يضاعف معاناة الأسر الفلسطينية، خاصة النساء الحوامل وكبار السن والأطفال، الذين يواجهون تهديدًا مباشرًا لحياتهم في ظل انعدام الغذاء والدواء والمياه النظيفة، واصفًا ما يجري بأنه "جريمة منظمة تهدف إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني ودفعه نحو الاستسلام عبر التهجير والتجويع".
رفض أي حلول تفاوضية
وأوضح "الشوا" أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة الأخير يعكس استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسات تقوم على تعميق الحصار وتجويع الفلسطينيين، بدلًا من البحث عن حلول سياسية أو إنسانية، مبينًا أن هذه السياسات تكشف بوضوح أن الهدف من الحرب هو "إبادة المدنيين وفرض سياسة الأمر الواقع"، بعيدًا عن أي مسار تفاوضي أو حتى هدنة إنسانية مؤقتة.
وشدد أمجد الشوا على أن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية تعكس حجم الكارثة، حيث يُقتل يوميًا أكثر من 28 طفلًا في غزة، إضافة إلى عشرات الضحايا من النساء والرجال، كما أن انتشار الأمراض ونقص الأدوية يهددان حياة آلاف الجرحى والمرضى، خاصة مع تعطل المنظومة الصحية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.
مسؤولية المجتمع الدولي
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع بشكل ممنهج وصول المساعدات الدولية، سواء عبر منظمات الأمم المتحدة أو الهيئات الإنسانية غير الحكومية، ما يزيد من صعوبة الوضع، محذرًا من أن استمرار هذه الممارسات سيقود إلى "تدمير ما تبقى من مدينة غزة واحتلالها بشكل كامل"، إلى جانب تصاعد عمليات القتل الجماعي والمجازر بحق المدنيين.
وأكد "الشوا" أن ما يجري في غزة هو "حرب شاملة ضد المدنيين"، تستهدف الأطفال والنساء بشكل خاص، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط الجدي على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، مشددًا على أن العالم أمام مسؤولية تاريخية: فإما أن يتحرك لحماية المدنيين الفلسطينيين، أو أن يكون شاهدًا على إبادة جيل كامل وسط صمت دولي غير مبرر.

تحذيرات من كارثة إنسانية
اختتم أمجد الشوا حديثه بتوجيه تحذير شديد اللهجة من أن المرحلة المقبلة ستكون الأصعب إذا لم يتم التدخل الفوري، حيث يلوح في الأفق مشهد أكثر قسوة يتمثل في مجاعة شاملة، نزوح جماعي، وتدهور كامل للقطاع الصحي والإنساني، ذكرًا أن "الاحتلال يواصل جرائمه دون أي رادع"، وأن على المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية التحرك قبل فوات الأوان.