محمد سلماوي يكشف عن موقفه مع إبراهيم نافع ويعلق على صورة مبارك في الأهرام أبدو

احتفلت الإعلامية إيمان أبو طالب بعيد ميلاد الكاتب الصحفي محمد سلماوي، رئيس تحرير "أهرام أبدو" الأسبق، الذي أكمل عامه الثمانين، مؤكدة أنه لا يعتبر عمره ثمانين عامًا، بل أربعين عامًا مرتين، معربًا عن شعوره بحساسية زائدة تجاه الظلم في العالم، نظرًا لتغيره عن العالم الذي نشأ فيه.
وأشار محمد سلماوي، في حلقة خاصة واستثنائية من بودكاست "السر مع إيمان أبو طالب"، إلى أن هذه الحساسية نابعة من معاناة العالم العربي والشعوب العربية من ظلم وقهر مفروض من نظام دولي ظالم ومستبد، مما جعله دائم التفكير في العدالة والمبادئ الإنسانية، فضًلا عن أن المثقف يتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات العربية اليوم، خصوصًا في ظل التغيرات التي فرضتها السوشيال ميديا على المشهد الثقافي والسياسي.
سلماوي والرئيس الأسبق مبارك
وتطرق محمد سلماوي، للحديث عن دور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في تاريخ مصر، مؤكدًا أن هدوءه في بدايات حكمه ساعد على إنقاذ البلاد من أزمات كبيرة، لكنه تحول لاحقًا إلى جمود سياسي في نهاية فترة حكمه، إذ أن هذا التوازن بين الحكمة والجمود يمثل درسًا مهمًا في السياسة والإدارة الوطنية.
واستعرض محمد سلماوي كذلك جوانب من تجربته الصحفية الطويلة، مؤكّدًا أن المثقف يمثل جبهة المقاومة الوحيدة في المجتمع لمواجهة كل التحديات المعاصرة، ذكرًا أن من بين مطالب التي قرأها نيابة عن نجيب محفوظ عند استلامه جائزة نوبل كانت دعوة لإنشاء وطن قومي للفلسطينيين، معتبرًا أن هذه القضايا تمثل التزام المثقف تجاه القضايا الوطنية والإنسانية.
الحب وتجارب الحياة
وعن الجانب الشخصي، تحدث محمد سلماوي عن الحب في حياته، مؤكدًا أنه لم يختبر قصة حب واحدة فقط، بل خاض العديد من قصص الحب التي أثرت في تكوين شخصيته وتجربته الإنسانية، مضيفًا أن تجاربه العاطفية شكلت جزءًا مهمًا من فهمه للعلاقات الإنسانية والمجتمع من حوله.
كما روى محمد سلماوي موقفًا طريفًا مع زميله الصحفي إبراهيم نافع، عندما سأله الأخير عن سبب عدم ظهور صورة الرئيس مبارك على الصفحة الأولى من "أهرام أبدو"، فرد سلماوي: "الصفحة الأولى مخصصة للأحداث الكبيرة"، فأجاب نافع ساخرًا: "يبدو أن الرئيس مبارك عمره ما عمل أحداث كبيرة!"، هذا الموقف يعكس روح الدعابة التي يمتلكها سلماوي رغم خبرته الطويلة في الصحافة والسياسة.
المثقف العربي ودوره
وأكد محمد سلماوي أن دور المثقف في المجتمع العربي اليوم لا يقتصر على الكتابة والنقد، بل يمتد ليكون جبهة مقاومة فكرية وأخلاقية، تواجه التحديات المعاصرة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، موضحًا أن استخدام السوشيال ميديا كأداة للتواصل أصبح ضرورة لمواجهة التضليل وإيصال الرسالة الصحيحة للمجتمع، مؤكدًا أن المثقف الحقيقي يسعى دائمًا إلى الدفاع عن العدالة والحقوق الإنسانية.
وأشار محمد سلماوي إلى أن هذه المسؤولية تتطلب وعيًا كبيرًا وفهمًا عميقًا للتاريخ والسياسة، إلى جانب القدرة على التأثير بشكل إيجابي على الرأي العام، سواء عبر المقالات الصحفية أو التحليل السياسي أو المشاركات الإعلامية المختلفة.
احتفاء بالمسيرة الصحفية
واختتم محمد سلماوي الحلقة بالتأكيد على أهمية المسيرة الصحفية الطويلة التي خاضها، مؤكدًا أن الصحافة ليست مجرد مهنة بل رسالة تتطلب صدقًا وشجاعة ومصداقية، مشددًا على أن الاحتفاء بعيد ميلاده الثمانين لم يكن مجرد ذكرى شخصية، بل فرصة للتأمل في تجارب الحياة، ودور المثقف في خدمة المجتمع والوطن.
وشهدت الحلقة تفاعلًا كبيرًا من جمهور المستمعين، الذين تابعوا محمد سلماوي وإيمان أبو طالب في حديثهما الصريح والمباشر عن الحياة، السياسة، الحب، ودور الصحافة في تشكيل الوعي المجتمعي، مما جعل هذه الحلقة استثنائية بحق في بودكاست "السر مع إيمان أبو طالب".