محمد سلماوي يكشف كنوزه ومقتنيات نادرة تروي تاريخ الفن في صومعة الإبداع

في لقاء خاص ببرنامج "العاشرة" على شاشة "إكسترا نيوز"، فتح الكاتب الكبير محمد سلماوي نافذة على عالمه الخاص، مستعرضًا مجموعة من اللوحات الفنية النادرة التي يحتفظ بها في "صومعته" الإبداعية، والتي تعكس ارتباطه العميق بالفن وتنوع أذواقه.
صومعة الكاتب
خلال الحوار الذي أجراه الإعلامي محمد سعيد محفوظ، اصطحبنا سلماوي في جولة بصرية داخل المكان الذي يفضل الكتابة فيه، والذي يصفه بـ"الصومعة"، حيث يحتفظ بمجموعة مميزة من الأعمال الفنية التي تحمل بصمات لفنانين كبار، لكل منهم حكاية وتاريخ.
أولى اللوحات التي استعرضها محمد سلماوي كانت للفنان عمر الفيومي، والتي قال إنها استلهمت روح بورتريهات الفيوم الرومانية القديمة، وهي مجموعة فنية تاريخية عُثر عليها بمحافظة الفيوم، وتعرض منها قطع كثيرة داخل المتحف المصري. وأوضح أن الفيومي قدّم رؤية فنية حديثة لتلك البورتريهات، ممزوجة بأسلوبه الخاص.
تاكس اليوناني يرسم الازدواجية
كما استعرض محمد سلماوي بورتريهًا شخصيًا رسمه له الفنان اليوناني "تاكس"، واصفًا اللوحة بأنها تحمل قدرًا كبيرًا من "الازدواجية" في التعبير، حيث مزجت بين الواقعية والانطباعية، وهو ما يعكس رؤية الفنان المتعمقة لشخصية سلماوي ككاتب ومثقف.
ومن بين المقتنيات الفريدة التي عرضها محمد سلماوي، لوحة للفنان فتحي عفيفي، والذي وصفه بـ"الفنان التلقائي"، مشيرًا إلى أنه علم نفسه بنفسه دون تعليم أكاديمي. ولفت إلى أن عفيفي كان يعمل في أحد المصانع، واستوحى موضوعاته من حياة العمال، مستخدمًا في رسوماته الأحبار والمواد المتوفرة داخل المصنع، إذ أن هذه اللوحات تمتاز بخصوصية تعبيرية نادرة تنبع من الصدق والبساطة.
كنوز فنية بأسماء لامعة
ضمّت الجولة الفنية أعمالًا لفنانين بارزين مثل حلمي التوني، أمل نصر، حسن غنيم، جورج بهجوري، صلاح طاهر، نعيمة الشيشيني، وزينب عبده، وتحدث سلماوي عن كل منهم بإعجاب، مشيدًا بتنوع مدارسهم الفنية وقدرتهم على التعبير بأساليب مختلفة.
وسلط محمد سلماوي الضوء على تجربة الفنانة زينب عبده، واصفًا إياها بأنها من أوائل الفنانات المصريات اللاتي سافرن إلى أوروبا في العشرينيات لتعلم الرسم. وأشار إلى تميزها في استخدام الألوان المائية، واستعرض لوحة لها تجسد مشهدًا من قصر عابدين، ترصد لحظة تاريخية عند زواج الأميرة فوزية من شاه إيران.
الفن رفيق الكتابة والذاكرة
أظهر اللقاء جانبًا إنسانيًا وثقافيًا للكاتب محمد سلماوي، الذي لم يكن مجرد مستعرض لمقتنياته، بل راوٍ لتاريخ الفن المصري والعالمي من خلال أعمال احتفظ بها بدافع الشغف والتقدير. تلك المقتنيات لا تزيّن جدران "صومعته" فحسب، بل تُلهم قلمه وتُغذي ذاكرته الإبداعية، مؤكدة أن الفن والأدب رفيقان لا يفترقان.