محمد سلماوي: لا أكتب إلا في عزلة تامة بعيدًا عن صخب الحياة اليومية

كشف الكاتب محمد سلماوي عن تفاصيل طقوسه الخاصة في الكتابة، مؤكدًا أنه لا يستطيع أن يبدع إلا في أجواء من الهدوء التام والعزلة الصافية، بعيدًا عن صخب الحياة اليومية وضوضاء الشوارع، موضحًا أن أعماله الأدبية المهمة، ومنها رواية "أجنحة الفراشة" و"أوديب في الطائرة"، كتبها في صومعته الخاصة، التي أعدّها بعناية لتكون مساحته الملهمة للإبداع.

جاءت تصريحات محمد سلماوي خلال لقائه في برنامج "العاشرة" ، الذي يقدمه الإعلامي محمد سعيد محفوظ على شاشة "إكسترا نيوز"، حيث تحدث عن علاقته بمكان الكتابة وأثر البيئة المحيطة في صياغة النص الأدبي.

صومعة الكتابة .. ملاذ بعيد 

أوضح محمد سلماوي ، أنه عندما قرر اختيار مكان دائم للكتابة، بحث عن مكان هادئ قدر الإمكان، فوقع اختياره على شقة في الطابق الثامن من عمارة مكونة من تسعة طوابق، وذلك لتكون أبعد نقطة ممكنة عن الضوضاء المرورية اليومية ، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يمنحه شعورًا بالعزلة والتركيز، ما يساعده على الانغماس الكامل في الكتابة.

وقال محمد سلماوي ،"الطابق الثامن منحني العزلة التي أبحث عنها.. لا أسمع ضجيج الشارع، ولا أتأثر بما يحدث خارجيًا، وهو ما أحتاجه لأبدأ رحلة الكتابة."

الهدوء البصري لا يقل أهمية عن السمعي

لم يتوقف محمد سلماوي عند أهمية الصمت فقط، بل أشار إلى أن الهدوء البصري أيضًا يلعب دورًا جوهريًا في خلق بيئة مثالية للكتابة ، موضحا أن صومعته مزينة بلوحات فنية جميلة تُضفي على المكان روحًا من السكينة والتأمل، مما يعكس إحساسًا داخليًا بالراحة والإلهام.

وأضاف محمد سلماوي، "لا أستطيع الكتابة وسط فوضى بصرية، حتى لو كان المكان صامتًا. التناسق والجمال في محيطي البصري مهمان جدًا لصفاء ذهني".

لا أكتب في المقاهي 

في الوقت الذي يفضل فيه بعض الكُتّاب الجلوس في المقاهي أو الأماكن العامة للكتابة، أكد محمد سلماوي أنه لا يستطيع مطلقًا أن يكتب خارج صومعته الخاصة، ولا يجد راحته في الأماكن العامة، قائًلا: "جربت مرات قليلة الكتابة خارج صومعتي، لكنها كانت محاولات فاشلة. لا أملك القدرة على التركيز أو الغوص في النص وسط الضوضاء."

وشدد محمد سلماوي ، على أن الكتابة بالنسبة له طقس روحي عميق يتطلب صفاءً كاملاً للعقل والحواس، ولا يمكن له أن يؤدي هذا الطقس إلا في مكان أعدّه خصيصًا ليكون خاليًا من أي مشتتات خارجية.

الكتابة فعل عزلة .. والإبداع يحتاج مساحة 

اختتم محمد سلماوي حديثه بالتأكيد على أن الكتابة ليست مجرد فعل ذهني، بل هي تجربة حياتية كاملة تتطلب بيئة داعمة نفسيًا وجسديًا، معتبرًا أن كل كاتب يحتاج إلى "مساحته الخاصة" التي تتناغم مع روحه وأسلوبه في التفكير والإبداع.