عاجل

ماهر صافي: جيش الاحتلال امتداد للعصابات الصهيونية ويمارس القتل بلا رادع دولي

العصابات الصهيونية
العصابات الصهيونية

كشف الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، عن جذور جيش الاحتلال الإسرائيلي وارتباطه المباشر بالعصابات الصهيونية التي نشأت منذ بدايات القرن العشرين، مؤكداً أن العقيدة التي تأسست عليها تلك العصابات ما زالت هي نفسها التي تحكم سياسات الاحتلال حتى اليوم، وإن تغيّرت الأسماء والوجوه.

جذور واحدة وفكر دموي

وأوضح في حديث مطوّل عبر برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية،  أن الهجرات اليهودية التي بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر، مهّدت الطريق لظهور عصابات صهيونية مسلحة مثل "الهاغاناه" و"شتيرن" و"الأرغون"، والتي مارست عمليات قتل وتهجير للفلسطينيين قبل إعلان قيام الكيان عام 1948.

وأضاف "صافي" أن هذه العصابات لم تُحلّ بل تحوّلت بشكل مباشر إلى ما يُعرف اليوم بـ"جيش الدفاع الإسرائيلي"، محتفظةً بالعقيدة ذاتها القائمة على الاستيلاء على الأرض بالقوة وتهجير أصحابها الأصليين.

تكوين جيش الاحتلال

وتطرّق إلى ما يُعرف بجيل "الصابرا" (اليهود المولودين داخل فلسطين المحتلة)، والذين شكّلوا نواة أساسية للعصابات المسلحة، مشيرًا إلى أن هؤلاء نشأوا في بيئة قائمة على القتال والعداء للفلسطينيين، ليتحولوا لاحقاً إلى قادة داخل الجيش الإسرائيلي.

وذكر "صافي" أن أسماء بارزة مثل موشيه ديان، أرييل شارون، إيهود باراك، إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، جميعهم ساروا على النهج ذاته، مؤكدًا أن العقيدة العسكرية لم تتغير عبر العقود، وإنما تغيّرت فقط الأسماء والواجهات.

سياسة واحدة تتكرر

مؤكدا أن سياسات الاحتلال، منذ تأسيسه وحتى اليوم، لم تتبدل. فالاستيطان مستمر في الضفة الغربية بوتيرة متسارعة، وعمليات التهجير لم تتوقف، فيما يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة تحت حصار خانق يصل إلى مستوى "الموت البطيء".

وأوضح ماهر صافي أن قادة الاحتلال تبنّوا سياسة حرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة، مشيراً إلى تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الذي أعلن أنه سيسعى لحرمان غزة من حياتها الطبيعية وهذه السياسة، بحسب صافي، ما زالت مستمرة حتى اليوم عبر القصف، وتدمير المستشفيات، واستهداف الصحفيين والمدنيين.

الخلافات داخل إسرائيل

وتابع ماهر صافي: "حول ما يُروّج له من وجود خلافات بين المستوى السياسي والعسكري داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب على غزة، اعتبر صافي أن ذلك ليس سوى "سياسة إلهاء"، تهدف لصرف الأنظار عن الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين".

وقال: "الاحتلال يحاول عبر هذه الرواية إقناع العالم بوجود انقسامات داخلية، بينما الهدف الحقيقي هو المضي قدماً في مشروع السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية، وتوسيع رقعة الاستيطان."

التوسع في غزة والضفة

ولفت "صافي" إلى أن تصريحات قادة الاحتلال، مثل بتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو، تكشف بشكل واضح عن نواياهم لاحتلال كامل قطاع غزة، حيث أعلنوا مراراً عن خطط لـ"إسرائيل الكبرى"، لافتًا إلى أن أكثر من 55% من قطاع غزة بات تحت سيطرة الاحتلال عملياً.

وأضاف أن التهجير بات جزءاً من المخطط القائم، سواء عبر الإكراه المباشر أو عبر دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أرضهم نتيجة الحصار والدمار وفقدان أبسط مقومات الحياة.

المجتمع الدولي صامت

شدد ماهر صافي على أن غياب المحاسبة الدولية للاحتلال الإسرائيلي شجّعه على الاستمرار في سياساته العدوانية. فعمليات الاستيطان في الضفة الغربية لا تجد من يردعها، والقصف اليومي لغزة لا يقابله سوى بيانات شجب دولية غير مؤثرة.

وأكد أن إسرائيل تستفيد من الدعم الأمريكي والأوروبي، ومن سياسة ازدواجية المعايير التي تحرم الفلسطينيين من العدالة والحق في تقرير مصيرهم، مشيراً إلى أن الاحتلال يحوّل الدين إلى أداة سياسية لتبرير الاستيلاء على الأرض والثروات.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني </strong>
الإعلامي يوسف الحسيني 

عقيدة واحدة مستمرة

اختتم الدكتور ماهر صافي حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي، رغم تغيّر قادته، ما زال يسير على ذات النهج الذي بدأته العصابات الصهيونية قبل أكثر من قرن: قتل، تهجير، استيطان، وسيطرة على الموارد.

وشدد ماهر صافي على أن "المسمى تغيّر من عصابة إلى جيش، ومن قائد إلى آخر، لكن الهدف ثابت: تثبيت وجود كيان الاحتلال على أرض فلسطين، مهما كانت التضحيات ومهما عانى الشعب الفلسطيني."

تم نسخ الرابط