عاجل

بلال شعيب: 12% من التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس| فيديو

البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

قال الدكتور بلال شعيب، مدير مركز رؤية للدراسات المالية والاقتصادية، إن موقع مصر الجغرافي يمثل عنصرًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، يمنحها أفضلية اقتصادية فريدة ويضعها في قلب خريطة التجارة العالمية. 

وأوضح بلال شعيب، خلال مداخلة هاتفية على قناة "النيل للأخبار"، أن هذا الموقع يجعل من قناة السويس حجر الزاوية في الاستراتيجية الاقتصادية المصرية، خاصة وأنها تتحكم في نحو 12% من حجم التجارة العالمية، ما يعزز من قيمتها في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

قناة السويس وأهمية الموقع

أشار بلال شعيب إلى أن قناة السويس لا تمثل مجرد ممر مائي عالمي، بل هي أداة استراتيجية تمنح مصر مكانة محورية في الاقتصاد الدولي. ومع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية، يزداد اعتماد العالم على هذا الممر الحيوي، وهو ما يعزز دور مصر كدولة عبور رئيسية للبضائع والطاقة. 

وأكد بلال شعيب أن استغلال هذا الموقع بالشكل الأمثل يمكن أن يحول التحديات الاقتصادية الراهنة إلى فرص للنمو وجذب الاستثمارات.

الاقتصاد العالمي وتحولاته 

وفي سياق متصل، لفت بلال شعيب إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات عميقة، حيث تتصدر الصين والولايات المتحدة المشهد كأكبر قوتين اقتصاديتين، فالصين تسهم بنحو 30% من الإنتاج الصناعي العالمي، بينما تبلغ مساهمة الولايات المتحدة حوالي 15%، ما يعكس حجم المنافسة بين القوتين، ويبرز في الوقت ذاته أهمية دور الدول ذات المواقع الاستراتيجية مثل مصر في هذه التكتلات.

وشدد بلال شعيب على أن مصر تمتلك إمكانيات اقتصادية واعدة في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، الصناعة، الزراعة والسياحة، إضافة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي أصبحت محط اهتمام القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين وروسيا والهند، موضحًا أن الاستثمارات الصينية وحدها في هذه المنطقة قفزت من 1.5 مليار دولار إلى أكثر من 5.5 مليار دولار خلال العامين الماضيين، ما يؤكد تنامي الثقة الدولية في السوق المصرية.

الحوافز الاستثمارية في مصر

وفيما يتعلق بجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، أوضح بلال شعيب أن مصر تقدم مجموعة من الحوافز التي تجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، وتشمل هذه الحوافز الاستقرار السياسي، تحسين البنية التحتية، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الرقمية، فضلًا عن السياسات الضريبية المشجعة والرخصة الذهبية التي تسهّل تأسيس المشروعات الكبرى، هذه العوامل، بحسب شعيب، تعزز البيئة الاستثمارية وتمنح مصر قدرة أكبر على المنافسة.

كما شدد بلال شعيب على أن مصر قادرة على تحويل التحديات الاقتصادية العالمية إلى فرص، خصوصًا في ظل توجه الصين نحو أسواق جديدة بديلة، مؤكدًا أن السوق الإفريقية تمثل إحدى أهم الفرص المستقبلية، حيث تضم أكثر من مليار نسمة، ما يجعلها بوابة استراتيجية للتوسع الاقتصادي والصناعي المصري في القارة.

تحويل التحديات إلى فرص

وفي ختام حديثه، أشار بلال شعيب إلى أن مصر لديها فرصة قوية لتطوير قطاعات صناعية بعينها مثل صناعة الملابس الجاهزة، التي لا تزال أقل من إمكانياتها الحقيقية، مردفًا أن هناك فجوة واضحة بين حجم صادرات مصر في هذا القطاع مقارنة بدول مثل تركيا وماليزيا، وهو ما يمثل مساحة كبيرة للنمو إذا ما استغلت مصر مواردها البشرية واللوجستية بالشكل الأمثل.

واختتم بلال شعيب بالتأكيد على أن هذه العوامل مجتمعة تجعل من مصر لاعبًا محوريًا في الاقتصاد العالمي خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا استمرت في تبني سياسات اقتصادية مرنة قادرة على استيعاب المتغيرات العالمية. 

<strong>الدكتور بلال شعيب </strong>
الدكتور بلال شعيب 

رؤية مستقبلية لتعزيز الاقتصاد

وشدد بلال شعيب على أن تعظيم الاستفادة من موقعها الجغرافي، وتطوير القطاعات الصناعية، والتوسع في الأسواق الإفريقية، سيمنح مصر مكانة اقتصادية أقوى ويجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات العالمية.

تم نسخ الرابط