بلال شعيب: «ترامب» لم يحقق وعوده الاقتصادية للمواطن الأمريكي Iفيديو

أكد الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي المعروف، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لم يحقق أياً من التعهدات الاقتصادية الكبرى التي قدّمها خلال حملته الانتخابية، مشيرًا إلى أن الواقع الاقتصادي الحالي يعكس فجوة واضحة بين الوعود السياسية والنتائج الملموسة على الأرض.

وأوضح بلال شعيب، في مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز لايف"، أن دونالد ترامب روّج خلال حملته لمجموعة من الأهداف الطموحة، على رأسها تحسين البنية التحتية الأمريكية، خلق ملايين الوظائف، وإعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية لصالح العمال الأمريكيين، إلا أن أياً من هذه الأهداف لم يتحقق بالصورة التي وعد بها.

تفاقم الدين العام دون جدوى 

وأشار بلال شعيب إلى أن السياسات الاقتصادية التي انتهجتها إدارة ترامب أسفرت عن زيادة مقلقة في حجم الدين العام الأمريكي، دون أن يُقابل ذلك إنجازات تنموية حقيقية أو مستدامة، خصوصًا فيما يتعلق بالفئات الاجتماعية الأكثر احتياجًا.

وقال بلال شعيب إن التركيز الكبير على خفض الضرائب للأثرياء والشركات الكبرى لم ينعكس إيجابًا على حياة الأمريكيين من الطبقات المتوسطة والفقيرة، مضيفًا: "المردود كان محدودًا، والنمو لم يكن شاملاً كما وعد ترامب".

الواقع يناقض الخطاب السياسي

وفي تحليله للوضع الاقتصادي الحالي، شدد بلال شعيب على وجود "فجوة كبيرة بين الخطاب الرئاسي والواقع الفعلي"، لافتًا إلى أن البيانات الاقتصادية تُظهر تناقضًا واضحًا بين ارتفاع مؤشرات البورصة وتدهور الأحوال المعيشية لفئات واسعة من الشعب الأمريكي.

وأوضح بلال شعيب أن ارتفاع الأسواق المالية لا يعني بالضرورة تحسنًا في الاقتصاد الحقيقي، بل قد يعكس تحسنًا في أرباح الشركات الكبرى والمضاربات المالية فقط، بينما لا يشعر المواطن الأمريكي العادي بأي تحسن يُذكر في دخله أو مستوى معيشته.

الفوارق الاجتماعية والاقتصادية

كما أشار بلال شعيب إلى أن الفوارق الاجتماعية داخل الولايات المتحدة اتسعت بشكل ملحوظ خلال فترة حكم ترامب، معتبرًا أن الخطاب السياسي الذي تبنّاه كان يهدف إلى الترويج لإنجازات وهمية لا تلامس الواقع اليومي للمواطنين.

وأكد بلال شعيب أن هذه السياسات ساهمت في تعميق الشعور بالإحباط وعدم المساواة، خاصة في ظل غياب سياسات واضحة لدعم التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية.

شاملة للسياسات الاقتصادية

وفي ختام مداخلته، شدد بلال شعيب على ضرورة إعادة تقييم السياسات الاقتصادية الأمريكية بعيدًا عن الشعبوية السياسية، والاتجاه نحو بناء اقتصاد أكثر عدالة وشمولًا، يضمن توزيعًا عادلًا للثروات ويعيد الأمل للطبقة الوسطى، التي تُعد العمود الفقري لأي مجتمع ناجح.

وقال بلال شعيب: "لا يكفي أن ترتفع البورصات، بل يجب أن يشعر المواطن العادي بالأمن الاقتصادي في حياته اليومية، وهذا ما غاب عن إدارة ترامب رغم كثرة وعودها".