محمد سعيد محفوظ: الكلمة والريشة والحجارة وجوه موازية لمقاومة الاحتلال|فيديو

أكد الإعلامي محمد سعيد محفوظ أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر يومًا على السلاح وحده، بل خيضت معارك موازية بالكلمة الحرة، والريشة الجريئة، والحجارة التي حملها الأطفال، مشيراً إلى أن هذه الأدوات شكّلت وجهاً صلباً للمقاومة الثقافية والفكرية على مدار العقود الماضية.
رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين كانوا دائماً في الصفوف الأمامية لمقاومة الاحتلال عبر الفن
وأوضح محفوظ، خلال تقديمه برنامج "العاشرة" على شاشة "إكسترا نيوز"، أن رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين كانوا دائماً في الصفوف الأمامية لمقاومة الاحتلال عبر الفن والفكر، وعلى رأسهم الفنان الشهيد ناجي العلي، الذي أرّق الاحتلال برسوماته اللاذعة، وفضح من خلالها جرائم جيشه وممارساته بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف محفوظ أن ذكرى اغتيال ناجي العلي عام 1987 تعيد إلى الواجهة مسلسل الاغتيالات الإسرائيلي ضد رموز الفكر الفلسطيني، موضحاً أن الاحتلال لم يفرّق بين مقاتل يحمل سلاحاً وكاتب يحمل قلماً أو فنان يحمل ريشة، مستشهداً أيضاً باغتيال الروائي غسان كنفاني الذي كان يمثل رمزاً لوعي المقاومة الفلسطينية.
الاحتلال لم يحتمل صوت الريشة ولا صدى الكلمة
وأشار محفوظ إلى أن الاحتلال لم يحتمل صوت الريشة ولا صدى الكلمة، فوجد في اغتيال هؤلاء المفكرين والفنانين وسيلة لإسكات الضمير الفلسطيني الحي الذي ظل يوقظ وعي العالم من خلال الفن والكلمة.
ونوه إلى أن ناجي العلي لم يكن رسامًا عادياً، بل كان بمثابة "طائر جارح" حلّق بريشته فوق رؤوس المحتلين، وسخِر من عنفهم وظلمهم، وجعل العالم يرى فلسطين الحقيقية بعيون الفن الصادق.
وقال محفوظ:"استُشهد ناجي العلي، لكن شبحه لا يزال يطارد الاحتلال، في غزة، وفي كل مكان.. لأن الفن الصادق لا يموت، بل يبقى شاهداً على الجريمة، وملهماً للأجيال التي تحمل القضية في القلب والعقل".
ناجي العلي لم يكن مجرد رسام كاريكاتير
من جانبه، أكد الفنان التشكيلي الفلسطيني ياسر أبو سيدو أن تجربة الطفولة داخل المخيمات الفلسطينية شكلت حجر الأساس في تكوينه الإنساني والفني، مشيراً إلى أن معاناته الشخصية تتقاطع في كثير من تفاصيلها مع سيرة الفنان الشهيد ناجي العلي، خاصة وأن كلاهما وُلدا في سياق النكبة والتهجير القسري عام 1948.
وأوضح أبو سيدو، خلال لقائه مع برنامج "العاشرة" الذي يقدمه الإعلامي محمد سعيد محفوظ عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الفنان الراحل ناجي العلي لم يكن مجرد رسام كاريكاتير، بل كان "الصورة الأصدق للفلسطيني الحقيقي"، الذي عاش الألم داخل المخيم وعبر عنه بكل صدق وتمرد عبر رسوماته التي حملت وجع الإنسان ورفضه للظلم والخذلان.