محلل سياسي: تل أبيب تسعى لحسم الصراع في غزة لا حله.. والحاخامات يقودون القرار

قال الدكتور نزار نزال، الباحث والمحلل السياسي، إن ما يحدث في قطاع غزة منذ أشهر يمثل إبادة جماعية ممنهجة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تُعير أي اعتبار للأمم المتحدة أو للمنظومة الدولية، مدفوعة بدعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية.
المجتمع الدولي لم يتحرك رغم سقوط أكثر من 63 ألف شهيد في قطاع غزة
وأوضح نزال، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن المجتمع الدولي لم يتحرك رغم سقوط أكثر من 63 ألف شهيد في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحديث المتداول الآن داخل الأمم المتحدة حول إعلان مجاعة في القطاع، تأخر كثيرًا، كما أن مثل هذا الإعلان لن يغير من الواقع شيئًا طالما لم تُتخذ إجراءات عملية على الأرض.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تسعى إلى حل الصراع، بل إلى حسمه بالكامل، مشددًا على أن القيادة الإسرائيلية تتحرك بمنطق ديني متطرف، ويقودها "حاخامات" يستمدون سياساتهم من نصوص توراتية وأيديولوجيات صهيونية متشددة، تعود إلى رموز مثل زئيف جابوتينسكي، الذي أسس لفكرة التطهير العرقي، وطرد الفلسطينيين عام 1948.
إسرائيل لا تعبأ بقرارات مجلس الأمن
وأكد نزال أن إسرائيل لا تعبأ بقرارات مجلس الأمن، ولا بجهود المحكمة الجنائية الدولية، ولا بأي هيكل قانوني أو سياسي دولي، وهو ما يضع الفلسطينيين أمام مرحلة بالغة التعقيد، تتسم بإرهاب عسكري مباشر، وحصار اقتصادي قاتل.
ونوه إلى أن الاحتلال لا يكتفي بالعدوان العسكري، بل يستخدم سياسة "الصراع الصامت" عبر التجويع، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة من قتل وتجويع هو بفعل البشر، وليس كارثة طبيعية كالزلازل أو البراكين، وهو ما يُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية.
جدوى إعلان الأمم المتحدة "الإبادة الجماعية" رسميًا
وفي ردّه على سؤال بشأن جدوى إعلان الأمم المتحدة "الإبادة الجماعية" رسميًا، أشار نزال إلى أن مواقف الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية ظلت دائمًا في إطار البيانات الرمزية، دون قرارات حقيقية تلجم إسرائيل أو توقف المجازر بحق الفلسطينيين.
وقال إن كلما أعلنت دولة غربية اعترافها بدولة فلسطين، ترد إسرائيل بتصعيد ميداني على الضفة الغربية، مستهدفة مناطق مثل نابلس، جنين، في محاولات مستمرة لتفتيت الجغرافيا الفلسطينية.
كما نوه إلى أن إسرائيل تسعى اليوم لإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الجسم السياسي الموحد للشعب الفلسطيني، مضيفًا أن تل أبيب تعمل على فصل الضفة الغربية، والترويج لمشاريع تقسيمية، مثل إقامة "إمارة الخليل"، وهو ما يتطلب دعمًا دوليًا حقيقيًا لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
وفي ختام حديثه، شدد نزال على أن إسرائيل لا تتحرك كدولة، بل كعصابة منظمة، تسعى لتنفيذ مشروع صهيوني توسعي يستهدف ليس فقط قطاع غزة، بل كامل الجغرافيا الفلسطينية، متسائلًا عن جدوى المواقف الأممية التي تظل في إطار الشجب دون تحرك ملموس يوقف الكارثة الإنسانية المتواصلة.