شريهان أبو الحسن: الصداقة كائن حي يحتاج إلى رعاية مستمرة مثل الزرع|فيديو

تفتح العلاقات الإنسانية دائمًا بابًا واسعًا للنقاش، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصداقة، تلك الرابطة التي يظن البعض أنها تستمر بلا مجهود، بينما الحقيقة مختلفة تمامًا ، وفي هذا الإطار، طرحت الإعلامية شريهان أبو الحسن تساؤلاً جريئًا خلال تقديمها برنامج "ست ستات" المذاع على قناة DMC، قالت فيه: "ليه نحتفظ بالأصدقاء التوكسيك (السامّين) اللي ملهمش لازمة في حياتنا؟! مجرد عدد ودوشة وخلاص، وجودهم بيضيف لنا إيه؟"
وأوضحت أن هذا التساؤل فتح نقاشًا أوسع حول مفهوم الصداقة الحقيقية، وكيفية التعامل مع العلاقات التي تستهلك طاقة الإنسان بدلًا من أن تضيف له، مؤكدة أن التمسك بأشخاص سلبيين لا يقدم أي قيمة، بل يعيق النمو النفسي والعاطفي.
الصداقة مثل الزرع تحتاج إلى رعاية دائمة
أوضحت شريهان أبو الحسن أن الصداقة الحقيقية أشبه بكائن حي ينمو ويترعرع بمرور الوقت، ولا يمكن أن تستمر دون رعاية واهتمام ، وشبّهت العلاقة بالصداقة بالزرعة التي تحتاج إلى الشمس والهواء والتقليم والري، مؤكدة أن أي علاقة إنسانية تحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين، وإلى مساحة من العطاء والتقدير كي تبقى حية.
وأضافت أن الإبقاء على الصداقات السامة يشبه الاحتفاظ بورق ذابل في شجرة مثمرة، مشيرة إلى أن التخلص من هذه العناصر السلبية يساعد على إنعاش الروح، وفتح المجال لعلاقات صحية ومثمرة.
الصداقة السامّة.. طاقة سلبية تعيق النمو
عودة إلى تصريحات الإعلامية شريهان أبو الحسن، فقد سلطت الضوء على خطورة الاحتفاظ بعلاقات سامة في حياة الإنسان، مشيرة إلى أن الأصدقاء الذين ينشرون طاقة سلبية باستمرار لا يقدمون أي دعم حقيقي ، واعتبرت أن وجودهم في حياة الفرد لا يعدو كونه "ضوضاء فارغة" تستهلك الوقت والجهد.
وأضافت أن التخلص من هؤلاء الأشخاص ليس أنانية، بل هو شكل من أشكال الحفاظ على الصحة النفسية، تمامًا كما يعتني الإنسان بجسده عبر التخلص من العادات الضارة فالصداقة، بحسب قولها، يجب أن تكون مصدر قوة وسند، لا عبء يثقل القلب والعقل.
لماذا نتمسك بالعلاقات المرهقة؟
طرحت شريهان أبو الحسن سؤالًا جوهريًا حول سبب تمسك البعض بأشخاص يؤذونهم نفسيًا، معتبرة أن الخوف من الوحدة أو العزلة قد يكون السبب الأول وراء هذا التمسك، وأشارت إلى أن الوعي هو الحل الوحيد للخروج من دائرة العلاقات المرهقة، حيث يجب أن يدرك كل شخص أن الانفصال عن الأصدقاء السامّين لا يعني فقدان الدعم، بل قد يكون بداية لعلاقات أكثر صحة وإيجابية.
كما شددت على أن العلاقات الإنسانية تحتاج إلى غربلة مستمرة، مثلما يُنقّى الزرع من الأعشاب الضارة ليتمكن من النمو بحرية. واعتبرت أن التخلص من العلاقات السامة خطوة شجاعة نحو بناء حياة أكثر استقرارًا وراحة نفسية.
الصداقة مسؤولية مشتركة بين الطرفين
أكدت أبو الحسن أن الصداقة الحقيقية لا تقوم على طرف واحد فقط، بل تحتاج إلى مساهمة مستمرة من كلا الجانبين. وشبّهت ذلك بالزرع مرة أخرى، حيث لا يمكن لشخص واحد فقط أن يسقي الشجرة ويعتني بها، بل يجب أن يكون هناك توازن في العطاء والاهتمام.
وأوضحت أن العلاقات غير المتوازنة سرعان ما تنهار، لأنها تضع عبئًا على طرف واحد بينما يعيش الطرف الآخر في حالة من اللامبالاة. ومن هنا فإن سر استمرار أي علاقة يكمن في التوازن، والحرص على أن يكون العطاء متبادلًا.
نحو وعي جديد بالعلاقات الإنسانية
واختتمت الإعلامية شريهان أبو الحسن حديثها برسالة واضحة إلى المشاهدين، مفادها أن الوعي هو السلاح الأقوى في التعامل مع العلاقات. فالصداقة ليست مجرد لقب أو وجود شخص ما في دائرة الحياة، بل هي مسؤولية ورحلة تحتاج إلى رعاية وصبر.
وأكدت أن التخلص من العلاقات السامة لا يعني خسارة، بل مكسب حقيقي للنفس والعقل ، وشددت على أن الإنسان يستحق أن يحيط نفسه بأشخاص يضيفون لقيمته، ويمنحونه الدعم الصادق، بدلًا من أن يثقلوه بطاقتهم السلبية.
"ست ستات".. برنامج نسائي بنكهة المجتمع المصري
وأصبح برنامج "ست ستات" على شاشة DMC واحدًا من أبرز البرامج الحوارية التي تناقش قضايا المرأة والمجتمع. ويتميز بتنوع مقدماته، حيث يشارك في تقديمه ست إعلاميات هن: سالي شاهين، نهى عبد العزيز، شريهان أبو الحسن، آية جمال الدين، جاسمين طه زكي، وسناء منصور، ما يضفي على الحلقات رؤى مختلفة وزوايا متعددة لمعالجة الموضوعات المطروحة.
ويُذاع البرنامج على مدار أيام الأسبوع، حيث تقدم كل إعلامية حلقة منفردة يوميًا، بينما يجتمع الفريق كاملاً يوم الجمعة لتبادل وجهات النظر حول قضية مهمة تهم المجتمع المصري هذا التنوع جعل البرنامج قريبًا من مختلف شرائح الجمهور، خاصة النساء اللاتي يجدن فيه منصة للتعبير عن تحدياتهن وتجاربهن.