عاجل

سالي شاهين: الصداقة لا تُقاس بالزمن بل بالمواقف الحقيقية

سالي شاهين
سالي شاهين

تثير قضية العلاقات الإنسانية دائمًا جدلاً واسعًا، خصوصًا مع تزايد شكاوى كثيرين من الصدمات المتكررة التي يتعرضون لها نتيجة ثقتهم المفرطة بالآخرين في وقت مبكر ، وفي هذا السياق، تحدثت الإعلامية سالي شاهين خلال تقديمها برنامج "ست ستات" المذاع عبر قناة DMC، عن معايير الصداقة الحقيقية، محذّرة من التسرع في منح الأمان الكامل للأشخاص قبل اختبارهم في المواقف الحياتية المختلفة.

وأكدت شاهين أن كثيرًا من الجراح التي نتعرض لها لا تكون نتيجة أخطاء الآخرين فقط، وإنما بسبب قراراتنا نحن حين نسمح لهم بالدخول سريعًا إلى حياتنا الخاصة، والتعرف على أسرارنا العائلية وتفاصيلنا الشخصية دون أن نمنح التجربة وقتها الطبيعي للنضوج.

 

الثقة الزائدة بداية الصدمات الإنسانية

أوضحت الإعلامية أن التسرع في الثقة قد يكون السبب المباشر في أغلب الخيبات التي يواجهها البعض مع أقرب الناس إليهم، مشيرة إلى أن منح الآخرين مساحة واسعة في حياتنا دون تجارب حقيقية مشتركة يُعرّضنا للخذلان.

وأضافت أن البعض يخطئ حين يمنح "الأمان الكامل" لشخص لم يختبره بعد في مواقف صعبة، ليكتشف لاحقًا تصرفات غير متوقعة تُصيبه بخيبة أمل كبيرة ، وهنا أكدت أن العلاقات القوية تحتاج إلى اختبار حقيقي عبر مواقف مشتركة حتى تثبت متانتها وجدارتها بالاستمرار.

 

الصداقة لا تُقاس بالسنوات بل بالمواقف

وتطرقت شاهين إلى مفهوم "الصداقة الحقيقية"، مشددة على أن الزمن وحده لا يكفي لإثبات قوة العلاقة، بل المواقف هي الفيصل الحقيقي. وقالت: "لا يمكن أن أعتبر شخصًا عرفته لفترة قصيرة صديقي الأنتيم، لأن الأنتيم يجب أن يمر معي بمواقف صعبة ومفرحة، ويقف في ضهري فعلًا، لا بالكلام فقط".

وأكدت أن الأصدقاء الحقيقيين يظهرون في أوقات المحن والشدائد قبل أن يظهروا في لحظات الفرح، موضحة أن العلاقات التي تُبنى فقط على المجاملات واللقاءات السطحية سرعان ما تنهار عند أول اختبار جاد.

 

معارف عابرون لا يرقون لمستوى الصداقة

وفي سياق حديثها، شددت شاهين على أهمية التفريق بين الأصدقاء الحقيقيين والمعارف العابرين. وأوضحت أن كثيرين يخلطون بين الاثنين، فيعتبرون كل من يشاركونهم بعض اللحظات اليومية صديقًا مقربًا، بينما هم في الحقيقة لا يتجاوزون كونهم "معارف" يمرون مرور الكرام في حياتنا.

وأضافت أن الخطأ الأكبر الذي يقع فيه البعض هو التسرع بإدخال هؤلاء الأشخاص إلى بيوتهم وتعريفهم بتفاصيل حياتهم الخاصة، ليكتشفوا لاحقًا أنهم لم يكونوا على قدر الثقة الممنوحة لهم.

 

أهمية وضع حدود في العلاقات الإنسانية

ونصحت شاهين بضرورة أن يضع كل شخص حدودًا واضحة لعلاقاته منذ البداية، وألا يفتح جميع الأبواب أمام الآخرين بسرعة، مؤكدة أن الوعي بهذه المسألة يحمي الإنسان من الاستغلال والإيذاء النفسي.

وأضافت أن العلاقة الإنسانية تحتاج إلى أن تنمو بشكل تدريجي، حيث تُمنح الثقة على جرعات صغيرة، حتى يثبت الطرف الآخر أنه يستحقها بالفعل ، واعتبرت أن الحذر لا يعني سوء الظن، بل هو شكل من أشكال الحكمة والوعي الذاتي.

 

الأنتيم الحقيقي لا يُصنع في يوم وليلة

وفي ختام حديثها، وجهت الإعلامية رسالة قوية إلى جمهورها، مؤكدة أن الصديق الأنتيم لا يُصنع في يوم وليلة، بل يحتاج إلى سنوات من التجارب المتراكمة ومواقف كثيرة تكشف عن معدن الشخص ووفائه.

وأضافت أن لقب "الصديق الأنتيم" لا يُمنح بسهولة، لأنه يعني مكانة خاصة لا يصل إليها إلا من أثبت ولاءه ووقوفه الصادق في مختلف الظروف ، وأشارت إلى أن حماية القلب والعقل تبدأ من حسن الاختيار، موضحة أن الإنسان هو المسؤول الأول عن غربلة محيطه الاجتماعي قبل أن يفتح أبوابه على مصراعيها.

 

حماية القلب تبدأ من حسن الاختيار

وشددت شاهين على أن اختيار من يدخل حياتنا هو قرار مصيري يتطلب وعيًا كبيرًا، لأن بعض العلاقات قد تكون سببًا في الارتقاء النفسي والدعم الإيجابي، فيما قد تتحول أخرى إلى عبء ثقيل يرهق الروح والعقل.

وأكدت أن الحفاظ على التوازن في العلاقات الاجتماعية يستلزم أن نكون أكثر وعيًا في توزيع الثقة، وأن نتعامل مع الصداقة كرحلة طويلة مليئة بالتجارب، لا مجرد كلمة تقال أو لقاء عابر.

تم نسخ الرابط