أزهري: الناس منفسنة من اللي بيحصل مع الطفلة هايدي صاحبة تريند الشيبسي

خطفت الطفلة هايدي أنظار وقلوب الملايين على منصات التواصل الاجتماعي، بعد موقف إنساني بسيط لكنه مليء بالمعاني، حين وقفت أمام أحد المحلات تحمل في يدها ورقة مالية فئة خمسة جنيهات فقط كانت النية شراء "كيس شيبسي" مثل أي طفلة في عمرها، لكن مرور رجل محتاج بجوارها غيّر مجرى اللحظة، إذ أعادت كيس الشيبسي إلى الرف وقدمت النقود للرجل المحتاج دون تردد، لتتحول تلك الثواني العابرة إلى قصة ملهمة وتصبح حديث الشارع والسوشيال ميديا.
تعليق الأزهر: الناس منفسنة
من جانبه، قال الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن هناك حالة غريبة من الغضب ظهرت لدى بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما حدث مع الطفلة هايدي وأسرتها ، وأوضح، خلال لقائه ببرنامج "علامة استفهام" مع الإعلامي مصعب العباسي، أن "الناس منفسنة من اللي حصل مع الطفلة"، في إشارة إلى أن البعض لم يعجبهم أن تتم مكافأتها ماليًا وأن تُمنح فرصة أداء فريضة العمرة مع أسرتها بعد انتشار قصتها المؤثرة.
الهجوم غير المبرر على الخير
أضاف حمودة أن هذه الحالة من "التنفيـس" أو الغيرة تظهر عندما يرى البعض شخصًا يُكرم أو يحصل على مكافأة، فيبدأون في التشكيك أو التقليل من قيمة ما فعله ، وأكد أن ذلك يرجع إلى دوافع داخلية تتعلق بكل شخص، داعيًا الجميع إلى التوقف عن الهجوم على من يقوم بأفعال إنسانية، بل على العكس ينبغي دعم وتشجيع أي مبادرة خيرية مهما كانت بسيطة.
مكافأة لموقف إنساني
أشار الشيخ الأزهري إلى أن الطفلة هايدي لم تفكر في أن تُكافأ أو أن تصبح تريند، لكنها تصرفت بعفوية وبراءة الطفولة. غير أن مبادرتها الصغيرة لاقت صدى كبيرًا لدى الناس، حتى بادر البعض بمنحها مكافأة مالية، ثم الإعلان عن سفرها مع أسرتها لأداء العمرة تقديرًا لما فعلته. وأضاف أن "الله يبارك في كل فعل خير، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، والنية هي المعيار الحقيقي عند الله".
رسالة إنسانية وبُعد مجتمعي
تحولت قصة هايدي إلى رسالة إنسانية قوية، إذ أبرزت أن قيم العطاء والتضحية لا ترتبط بالعمر أو الإمكانيات المادية، وإنما بالنية الصادقة والرغبة في مساعدة الآخرين ، فقد تخلت الطفلة عن رغبة بسيطة في شراء حلوى لتقدم ما تملكه لمحتاج، وهو ما يعكس صورة المجتمع المصري الأصيل الذي يقف بجوار المحتاج ويغيثه حتى في أبسط المواقف.
دعوة لدعم المبادرات الإيجابية
اختتم الدكتور محمد حمودة حديثه بتوجيه رسالة للمجتمع، قائلاً: "علينا أن نتوقف عن الحقد والحسد، ونشجع أي شخص يفعل الخير، حتى لو كان طفلاً صغيرًا". وشدد على أن نشر هذه النماذج الإيجابية يسهم في بناء جيل جديد يؤمن بالرحمة والتكافل، داعيًا الأسر إلى تربية أبنائهم على مثل هذه القيم التي تعكس جوهر الدين الإسلامي.