محمد صادق: التنسيق المصري القطري ضرورة لإنهاء الأزمة في غزة |فيديو

أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن هناك تنسيقاً مصرياً قطرياً مستمراً يركز على ضرورة وقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن الرؤية المصرية القطرية تمثل طرحاً عقلانياً يوازن بين مختلف الأطراف.
جهود مصرية قطرية
أوضح محمد صادق، خلال مداخلة هاتفية مع قناة النيل للأخبار، أن القاهرة والدوحة تبذلان جهوداً متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث استقبلت العاصمتان العديد من الوفود الدولية لبحث آليات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذا التنسيق يهدف بالأساس إلى إثناء إسرائيل عن التصعيد العسكري والدفع نحو العودة للعملية السياسية، باعتبار أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد أمن المنطقة بالكامل.
كما شدد محمد صادق على أن هذه التحركات تعكس قناعة مشتركة لدى مصر وقطر بأن الحل العسكري لن يجلب الأمن أو الاستقرار، بل يزيد من تعقيد المشهد ويفتح الباب أمام جولات جديدة من التصعيد.
الحلول المرحلية والإنسانية
بيّن محمد صادق أن المبادرة المصرية القطرية الأخيرة جاءت بطرح واقعي وعملي، حيث تضمنت وقفاً تدريجياً للعمليات العسكرية، مع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مرحلي، إضافة إلى معالجة ملف الأسرى والمخطوفين عبر خطوات متدرجة، تليها مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد محمد صادق أن هذه الرؤية المشتركة تحمل طابعاً عقلانياً يضع الجانب الإنساني في المقدمة، وهو ما يعكس الدور الإيجابي للدبلوماسية المصرية القطرية في السعي لتحقيق التوازن بين مطالب الأطراف المختلفة وضمان استمرار أي اتفاق يتم التوصل إليه.
الوساطة المصرية القطرية
أشار محمد صادق إلى أن التعنت الإسرائيلي يظل العقبة الأكبر أمام نجاح هذه الجهود، حيث ترفض تل أبيب في كثير من الأحيان ما سبق ووافقت عليه، ما يضع الوسطاء العرب في موقف صعب، مضيفه أن الدور المصري والقطري لا يقتصر على تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل يشمل أيضاً الضغط على الولايات المتحدة لحثها على تبني موقف أكثر وضوحاً.
وأوضح محمد صادق أن القاهرة والدوحة تتحركان على أكثر من مسار، سواء عبر العلاقات الثنائية المباشرة مع واشنطن، أو من خلال العمل المشترك داخل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة.
التردد والارتباك السياسي
لفت محمد صادق إلى أن السياسة الأمريكية تجاه أزمة غزة تتسم بـ"الارتباك الحاد"، حيث تتغير المواقف بشكل متكرر، وهو ما ظهر في تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي تحدث في أحد تصريحاته عن إمكانية التوصل إلى هدنة خلال أسبوعين، ثم عاد ليشير إلى أن الحرب قد تمتد حتى نهاية العام.
هذا التذبذب، بحسب محمد صادق، يعكس غياب رؤية أمريكية ثابتة، ما يجعل الدور المصري القطري أكثر أهمية في بلورة موقف دولي موحد للضغط على إسرائيل ودفعها نحو الالتزام بالحلول السياسية بدلاً من التمادي في العمليات العسكرية.
مستقبل القضية الفلسطينية
واختتم محمد صادق بالتأكيد على أن فعالية الدبلوماسية المصرية القطرية تكمن في قدرتها على التحرك الثنائي والمؤسساتي معاً، سواء عبر العلاقات المباشرة مع القوى الكبرى أو من خلال الأطر الإقليمية والدولية، موضحًا أن هذا التنسيق يعكس إدراكاً مشتركاً بأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا عبر حل سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويوقف دوامة الحروب المتكررة.

وشدد محمد صادق على أن استمرار هذا التعاون المصري القطري هو السبيل الأمثل لقيادة جهود الوساطة في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الرؤية العربية الموحدة يمكن أن تلعب دوراً محورياً في إعادة إطلاق عملية السلام، وتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد العسكري الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي.