رمضان عبد المعز: الرسول كان قدوة في اللين والبشاشة وسهولة المعاملة|فيديو

أكد الداعية الإسلامي، الشيخ رمضان عبد المعز أن السماحة كانت من أروع وأجمل الصفات التي تجسدت في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، داعياً المسلمين إلى أن يجعلوا هذا الخُلق سلوكاً عملياً في حياتهم اليومية.

وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، أوضح رمضان عبد المعز أن السماحة ليست مجرد خُلق يُضاف إلى صفات المسلم، بل هي مكوّن أصيل من مكونات شخصية الرسول الكريم، الذي عُرف باللين والبشاشة وسهولة المعاملة في كل شؤون حياته.

الرسول قدوة في المعاملة

وأشار رمضان عبد المعز إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائم البشر، سهل الخُلق، يتعامل بيسر وراحة نفسية، بعيداً عن التعقيد أو الغلظة، مضيفًا أن هذه الروح السمحة ظهرت في كل تصرفاته، سواء في بيعه وشرائه أو في معاملاته مع الناس.

واستشهد رمضان عبد المعز بما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام من قوله: "رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"، وهو حديث جامع يوضح كيف دعا الرسول الكريم إلى جعل السماحة سلوكاً يومياً يرافق المسلم في تعامله المادي والاجتماعي.

دلالة الحديث الشريف

وأوضح رمضان عبد المعز أن استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لصيغة الماضي في قوله "رحم الله" يحمل دلالة قوية على التوكيد والقطع، كما هو شائع في لغة العقود التي تقوم على الجزم واليقين، وهذا يؤكد على مدى حرص الرسول الكريم على ترسيخ هذا الخُلق العظيم في الأمة.

وبيّن رمضان عبد المعز أن الحديث لم يقتصر على البيع والشراء فقط، بل يشمل كل جوانب الحياة، فالمسلم السمح هو من يتعامل بالرفق والبشاشة في طلب الحقوق، وفي حل النزاعات، وحتى في حياته الأسرية والاجتماعية.

السماحة في الدنيا والآخرة

وأشار رمضان عبد المعز إلى أن من يتحلى بالسماحة يمنحه الله نوراً في قلبه يمشي به في الدنيا، ويُيسّر له أموره، ويغمره برحمته الواسعة، استناداً إلى قوله تعالى: "فأمّا من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى".

وأضاف رمضان عبد المعز أن السماحة ليست فقط عبادة قلبية، بل لها انعكاسات عملية على حياة المسلم، فهي تجلب له المحبة في قلوب الناس، وتجعله قدوة في التعامل الحسن، وتفتح له أبواب الخير والبركة في رزقه وأعماله.

دعوة للتأسي بالرسول الكريم

وختم رمضان عبد المعز حديثه بتوجيه دعوة صريحة للمسلمين بأن يتأملوا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتخذوها نموذجاً يحتذى به في حياتهم اليومية، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات وصعوبات.

وشدد رمضان عبد المعز على أن نشر ثقافة السماحة والرفق بين الناس هو السبيل الحقيقي لتعزيز قيم الأخلاق والتراحم، وتجسيد الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي لخصها القرآن الكريم في قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".