عاجل

رمضان عبد المعز يبرز عمق المعاني الروحية في شعر أحمد شوقي النبوي|فيديو

الشيخ رمضان عبد المعز
الشيخ رمضان عبد المعز

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، "لا يزال شعر أحمد شوقي أمير الشعراء حاضرًا بقوة في وجدان الأمة الإسلامية والعربية، بفضل قصائده التي أبدع فيها في مدح النبي محمد ﷺ، والتي باتت مرجعًا في الأدب العربي وذاكرة خالدة للأجيال". 

وأكد رمضان عبد المعز، حلقة مميزة من برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على شاشة قناة DMC، لاستعراض روائع شوقي الشعرية وتحليل دلالاتها الدينية والأدبية، في محاولة لإبراز قيمتها الكبرى ومكانتها في خدمة السيرة النبوية.

شوقي أمير الشعراء ومكانته

أشاد رمضان عبد المعز في بداية حديثه بمكانة أحمد شوقي الأدبية، مؤكدًا أنه لم يحصل على لقب "أمير الشعراء" من فراغ، بل استحقه بجدارة لما تركه من تراث أدبي فريد في الشعر العربي. وأوضح أن قصائد شوقي في مدح النبي ﷺ تعكس قوة الإيمان وعظمة الحب الذي يكنّه الشاعر لرسول الله، وهو ما جعلها تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.

وأشار رمضان عبد المعز إلى أن قصائد شوقي لا تقتصر على جمال اللغة وروعة الصور البلاغية فحسب، بل تحمل معاني روحية عميقة تربط بين الشعر والإيمان، وتجعل المتلقي يشعر بالقرب من سيرة النبي وأخلاقه.

ثلاث قصائد خالدة

وتوقف رمضان عبد المعز عند أبرز ما قدمه شوقي في مدح النبي ﷺ، وهي ثلاث قصائد شهيرة: الهمزية، البائية، ونهج البردة. موضحًا أن كل قصيدة تحمل اسمها تبعًا للقافية التي تختم أبياتها، في إشارة إلى التقاليد العريقة للشعر العربي.

وبيّن رمضان عبد المعز أن "نهج البردة" كانت بمثابة اقتداء مباشر بقصيدة الإمام البوصيري الشهيرة "البردة"، والتي خلّد فيها مدحه للنبي ﷺ، ليأتي شوقي ويكتب على منوالها قصيدة لا تقل قيمة ولا جمالًا، بل أصبحت علامة مضيئة في الأدب الإسلامي الحديث.

درس في علم العَروض

ولم يقتصر حديث رمضان عبد المعز على تحليل المعاني والدلالات الروحية، بل قدّم للمشاهدين درسًا مبسطًا في علم العَروض، مبينًا كيفية بناء بيت الشعر العربي وأسماء أجزائه الأساسية، وذلك لتقريب هذا الفن من الجمهور وتعريفهم بأسس الكتابة الشعرية.

وضرب رمضان عبد المعز مثالًا عمليًا ببيت شوقي الشهير: "وُلِدَ الهُدى فَالْكائِناتُ ضِياءُ، وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ"، موضحًا أن كلمة "الهُدى" في البيت تشير إلى النبي محمد ﷺ، الذي أضاء بقدومه الدنيا بنور الحق، وجعل من ميلاده مناسبة غمرت الوجود بالضياء والفرح.

استشهاد بالقرآن الكريم

وعزز رمضان عبد المعز شرحه بالعودة إلى القرآن الكريم، حيث استشهد بآيات عدة تؤكد رفعة مقام النبي ﷺ، منها قوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ". مشددًا على أن هذا الثناء الرباني أعظم وأبلغ من أي وصف بشري، فهو شهادة من الله تعالى على مكانة الرسول الخاتم بين البشر.

وأوضح رمضان عبد المعز أن الربط بين الشعر والقرآن في هذه القصائد يعكس تلاحم الأدب مع الدين، إذ استطاع شوقي أن يجعل شعره وسيلة للتعبير عن محبته لرسول الله، في انسجام مع القيم الإسلامية التي تحث على مدحه والثناء عليه.

<strong>الشيخ رمضان عبد المعز</strong>
الشيخ رمضان عبد المعز

قصائد خالدة في حب النبي

وفي ختام حديثه، أكد الشيخ رمضان عبد المعز أن قصائد شوقي في مدح النبي ﷺ تمثل مدرسة شعرية قائمة بذاتها، تجمع بين قوة البيان ورهافة الإحساس وصدق المشاعر، مشيرًا إلى أن الأجيال المقبلة ستظل تقرأ هذه القصائد وتستلهم منها القيم الإيمانية والروحية.

وشدد رمضان عبد المعز على أن أعظم مدح للرسول ﷺ هو ما جاء في القرآن الكريم، الذي وصفه بالرحمة والكمال والصبر، ليبقى النبي قدوة خالدة للبشرية في كل زمان ومكان.

تم نسخ الرابط