أنا حرام عليك| ما هو حكم الزوجة التي تحرم نفسها على زوجها؟.. الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء المصرية أن ما يصدر من بعض الزوجات أثناء الخلافات الزوجية بقولهن "أنا حرام عليك" أو ما شابه، تصرف محرم شرعًا لا يجوز، ولا يترتب عليه أثر على عقد الزواج، مشددة على أن الواجب في هذه الحالة هو التوبة والاستغفار دون أن يلزم المرأة كفارة يمين.
حكم تحريم الزوجة نفسها على زوجها
وأوضحت الدار –في فتوى منشورة على موقعها الرسمي– أن تحريم المرأة نفسها على زوجها يعد منعًا له من الاستمتاع بها بغير عذر شرعي، وهو ما يدخل في باب النشوز الذي حرمه الشرع، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة: 87].
وأضافت الفتوى أن الزوجة لا تملك أن تحرّم ما أحلَّه الله، لأن التحليل والتحريم حق إلهي خالص، ومن ثم فإن قول المرأة لزوجها "أنت عليَّ حرام" لا يغير شيئًا في أحكام الزواج ولا يمنع حقوق الزوج الشرعية.
وبيّنت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء يرون أن منع المرأة لزوجها من الاستمتاع بها بغير عذر يعد نشوزًا تأثم به، وقد نصت كتب الفقه من مختلف المذاهب على ذلك.
وعن الآثار الشرعية لمثل هذا القول، شددت الفتوى على أنه لا يترتب أي أثر على عقد الزواج ولا تفسد به العلاقة الزوجية، لافتة إلى أن التحريم لا ينعقد إلا إذا صدر من الزوج في صورة ظهار أو إيلاء أو طلاق، أما إذا صدر من الزوجة فهو لغو محرم فقط.
وحول اختلاف الفقهاء في اعتبار هذا التحريم يمينًا مكفرة، ذكرت الدار أن بعض الأحناف والحنابلة اعتبروه يمينًا تلزم به الكفارة إذا عاد الشخص لما حرّم على نفسه، في حين ذهب المالكية والشافعية إلى أنه لغو محض ولا كفارة فيه، وهو القول الذي رجحته الفتوى.
واستشهدت الدار بقول الإمام القرطبي في تفسيره: "إن التحليل والتحريم إنما هو لله عز وجل"، وبأقوال عدد من فقهاء المذاهب الذين نصوا على أن ما أباحه الله للعبد لا يملك أحد أن يغيّره إلى حرام.
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن تحريم الزوجة نفسها على زوجها ذنب يحتاج إلى توبة واستغفار، لكنه لا يؤثر في عقد الزواج ولا في الحقوق المترتبة عليه، ولا يلزم المرأة به كفارة، داعية الأزواج والزوجات إلى التحلي بالحكمة وضبط الألفاظ أثناء الخلافات، والابتعاد عن الألفاظ التي تمس قدسية عقد الزواج.
