ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟.. الإفتاء توضح

قالت دار الإفتاء لا مانع شرعًا من أداء هذه صلاة قيام الليل في جماعة، ولا حرج في ذلك.
شرع الله سبحانه وتعالى الصلاة وفرضها على المسلمين؛ فهي الرابط الوثيق بين العبد وربه، وهي عماد الدين الذي يقوم عليه. وقد أوجب المولى عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها سننًا تابعة وغيرها غير تابعة، كما ندبنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى صلاة الجماعة في الفروض والنوافل، وبيّن عِظم ثوابها وفضلها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه الإمام مالك وغيره.
وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعض النوافل في جماعة، كما في قيام رمضان؛ إذ خرج في إحدى الليالي فصلّى فصلّى الناس خلفه، ثم اجتمع في الليلة الثانية عدد أكبر، وفي الليلة الثالثة لم يخرج إليهم، فلما سُئل عن سبب ذلك قال: «خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» متفق عليه. والصلاة التي أداها عليه الصلاة والسلام في هذه الواقعة كانت من قيام الليل.
ماذا يقول العلماء؟
وروى الإمام مسلم في “صحيحه” عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لطعام، فلما فرغ قال: «قُومُوا فَأُصَلِّيَ لَكُمْ». يقول أنس: فقمتُ إلى حصير لنا قد اسودّ من طول الاستخدام فنضحته بالماء، فقام عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فصلّى بنا ركعتين: أنا واليتيم خلفه، والعجوز خلفنا.
وفي رواية أخرى لمسلم عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس عندنا إلا أنا وأمي وخالتي أم حرام، فقال: «قُومُوا فَلأُصَلِّيَ بِكُمْ» –وكان ذلك في غير وقت فريضة–، فصلى بنا، ثم دعا لأهل البيت بالخير في الدنيا والآخرة، فقالت أمي: يا رسول الله، خويدمك ادع الله له، فدعا لي بخير كثير، وكان آخر دعائه لي أن قال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ». وقد علّق الإمام النووي على هذا الحديث في “شرحه على مسلم” بأن فيه دلالة واضحة على جواز صلاة النافلة جماعة.
وعليه: فالأدلة الشرعية تدل على أنه لا مانع من أداء مثل هذه الصلوات في جماعة، ولا حرج في ذلك