عاجل

حسام زكي: مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه عبثية إسرائيلية خطيرة |فيديو

السفير حسام زكي
السفير حسام زكي

يشهد ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة حالة من الجمود والعبثية السياسية، وفق ما أكده السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، موضحًا أن الوضع بات أكثر تعقيدًا رغم ما تبذله الأطراف العربية، وعلى رأسها مصر وقطر، من جهود دبلوماسية حثيثة لوقف نزيف الدم الفلسطيني.

وأشار، خلال حوار خاص مع الإعلامية هدير أبو زيد ببرنامج كل الأبعاد على قناة إكسترا نيوز، إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل مع ملف وقف إطلاق النار بجدية، بل تمارس المراوغة والاستخفاف، من خلال تبني خطاب علني يتحدث عن خطط لإعادة احتلال مدينة غزة وأجزاء من القطاع، وفي الوقت ذاته إرسال وفود للتفاوض حول الهدنة.

تناقضات إسرائيلية تضعف فرص 

وانتقد السفير حسام زكي بشدة التناقض الواضح في الموقف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا يمكن أن تُجرى في ظل تصريحات رسمية عن عمليات عسكرية جديدة، حيث  طرح تساؤلًا جوهريًا: "على أي أساس تجري المفاوضات إذا كانت إسرائيل تخطط وتعلن في العلن عن خطوات تصعيدية على الأرض؟"، معتبرًا أن هذا السلوك ينسف أي أساس منطقي للتوصل إلى اتفاق.

وأوضح أن هذا التعنت يعكس سوء نية إسرائيل في التعاطي مع المبادرات الدولية والإقليمية، ويجعل من مسار المفاوضات مجرد وسيلة لكسب الوقت أو تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، دون نية حقيقية للوصول إلى حل دائم.

فقدان الجدية وإطالة أمد الأزمة

وأكد "زكي" أن إسرائيل بتراجعها المستمر عن التزاماتها السابقة أفقدت العملية التفاوضية الجدية المطلوبة، وهو ما جعل الوضع يراوح مكانه دون تقدم يُذكر، مضيفًا أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي يقود إلى مزيد من التعقيد ويُدخل القضية في دائرة مغلقة يصعب كسرها.

ولفت حسام زكي إلى أن المفاوضات، التي كان من الممكن أن تمثل بارقة أمل للشعب الفلسطيني، تحولت إلى عملية شكلية لا تحمل أي مضمون حقيقي بسبب انعدام الثقة في الجانب الإسرائيلي وتناقض مواقفه.

الشعب الفلسطيني الخاسر الأكبر

سلط حسام زكي الضوء على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن الباهظ نتيجة استمرار السياسات الإسرائيلية، سواء عبر العدوان العسكري أو التعنت السياسي في المفاوضات، مشيرًا  إلى أن المدنيين في غزة يعانون من تداعيات إنسانية خطيرة نتيجة الحصار والدمار المستمر.

كما شدد على أن العالم بات يدرك حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع، مطالبًا بضرورة تكاتف المجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، والالتزام بالحلول السياسية التي تضمن عودة الاستقرار.

<strong>السفير حسام زكي </strong>
السفير حسام زكي 

ضرورة موقف دولي حاسم

أوضح السفير حسام زكي أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي يتطلب من الدول العربية والمجتمع الدولي التحرك بشكل أكثر حسمًا ووضوحًا، لفرض وقف إطلاق النار وضمان الالتزام بالاتفاقات السابقة، مؤكدًا أن الصمت الدولي أو الاكتفاء بالبيانات لا يخدم إلا إسرائيل، التي تستغل المماطلة لمواصلة سياستها على الأرض.

وختم حسام زكي حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة مفصلية وخطيرة، وأن إنقاذ الوضع الإنساني والسياسي في غزة يحتاج إلى إرادة دولية حقيقية، بعيدًا عن المراوغات الإسرائيلية التي تهدد بانفجار أكبر في المنطقة.

تم نسخ الرابط