عاجل

حسام زكي: خريطة الطريق الجديدة في ليبيا فرصة لتحقيق الوحدة السياسية| فيديو

السفير حسام زكي
السفير حسام زكي

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن المرحلة المقبلة في ليبيا تحمل آمالًا كبيرة مع طرح خريطة الطريق الجديدة، مشددًا على أن نجاح هذه الخطة يتطلب دعمًا واسعًا وتأييدًا من مختلف القوى الليبية، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي كجزء من الجهود الرامية إلى إعادة ترتيب البيت الليبي على أسس متينة تضمن الاستقرار السياسي والوفاق الوطني.

وخلال لقائه في برنامج "كل الأبعاد" على قناة إكسترا نيوز الفضائية، أشار حسام زكي إلى أن جامعة الدول العربية تتابع عن كثب التطورات الليبية، وأنها مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة، سواء عبر الجهود الدبلوماسية أو من خلال التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.

بداية جديدة لليبيين

وأوضح حسام زكي أن خريطة الطريق تمثل فرصة حقيقية لليبيين من أجل الانطلاق نحو عمل سياسي جديد يضع البلاد على أول الطريق الصحيح، إذ أن وحدة الكيانات السياسية المختلفة في ليبيا هي الركيزة الأساسية لإنجاح هذه المبادرة، موضحًا أن غياب التوافق في الماضي كان السبب المباشر في استمرار الانقسام وتعطل مسارات الحل.

وأضاف حسام زكي أن المجتمع الدولي يتابع بدقة ما يجري في ليبيا، وأن أي خطوة إيجابية نحو التوافق الوطني ستنعكس بالإيجاب على الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن ليبيا تمثل جزءًا استراتيجيًا من منظومة الأمن العربي.

التحديات أمام العملية السياسية

وشدد السفير حسام زكي على أن نجاح أي عملية سياسية في ليبيا لن يكون سهلًا، نظرًا لحجم التحديات القائمة، بدءًا من الخلافات بين القوى السياسية والمسلحة، مرورًا بتأثير التدخلات الخارجية، وصولًا إلى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها الشعب الليبي.

وأشار حسام زكي إلى أن خريطة الطريق الجديدة يجب أن تُعطي الأولوية لبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف الليبية، وإيجاد آليات عملية تضمن الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، بحيث لا تظل القرارات مجرد حبر على ورق كما حدث في محاولات سابقة.

دور الجامعة العربية 

وأكد حسام زكي أن جامعة الدول العربية لن تدخر جهدًا في دعم المسار الليبي الجديد، موضحًا أن التنسيق العربي–العربي هو عنصر أساسي لنجاح المبادرة، إضافة إلى ضرورة إشراك المجتمع الدولي بشكل بنّاء بعيدًا عن فرض حلول خارجية قد تزيد من تعقيد المشهد.

كما لفت حسام زكي إلى أن مصر ودول الجوار الليبي تلعب دورًا محوريًا في دعم الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه الدول تتأثر بشكل مباشر بالأوضاع داخل ليبيا، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية.

الوحدة السياسية للاستقرار

وأوضح حسام زكي أن الوحدة السياسية في ليبيا ليست خيارًا ترفيهيًا، بل هي ضرورة قصوى لضمان سلامة الدولة ومؤسساتها، مبينُا أن استمرار الانقسام يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية ويضعف الموقف الليبي في أي مفاوضات إقليمية أو دولية.

وأضاف حسام زكي أن التجارب السابقة أثبتت أن الحلول الجزئية أو التوافقات الهشة لا تصمد طويلًا، وأن المطلوب الآن هو إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، تتجاوز الحسابات الضيقة لصالح مصلحة الوطن.

السفير حسام زكي 
السفير حسام زكي 

مستقبل العملية السياسية في ليبيا

وفي ختام حديثه، شدد السفير حسام زكي على أن المرحلة المقبلة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الليبيين على تجاوز الخلافات وبناء مستقبل مشترك. وأوضح أن خريطة الطريق ليست مجرد ورقة سياسية، بل هي إطار شامل يحتاج إلى التزام كامل من القوى الوطنية.

وشدد حسام زكي على أن جامعة الدول العربية ستظل شريكًا رئيسيًا في متابعة تطورات المشهد، وستعمل على حشد الدعم العربي والإقليمي والدولي، بما يضمن توفير بيئة مناسبة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، مؤكدًا أن نجاح ليبيا في هذه الخطوة سيكون نجاحًا للعالم العربي بأسره.

تم نسخ الرابط