عاجل

رامي عاشور: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح لإفراغ غزة من سكانها|فيديو

تجويع قطاع غزة
تجويع قطاع غزة

كشف الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، عن أبعاد جديدة في استراتيجية الاحتلال، مؤكدًا أن إسرائيل تمارس تصعيدًا غير مسبوق يهدف إلى فرض سيادتها الكاملة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، عبر أدوات متعددة أبرزها المجاعة والتجويع الجماعي.

وأكد رامي عاشور، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم المذاع عبر قناة DMC، أن الرد الإسرائيلي على المقترح المصري–القطري لم يكن عبر الحوار أو التفاوض، بل جاء "على الأرض"، في صورة سياسات تهدف إلى تحقيق هدف الاحتلال الاستراتيجي المتمثل في ضم الأراضي الفلسطينية وإفراغها من سكانها الأصليين.

إسرائيل وترويج الجوع 

أوضح رامي عاشور أن إسرائيل لا تكتفي بالتصعيد العسكري، بل تلجأ إلى أساليب غير إنسانية عبر التجويع المتعمد لسكان قطاع غزة، لافتًا إلى أن الاحتلال يستغل المجاعة كسلاح نفسي موازٍ للرصاص والقصف، حيث يدرك الفلسطينيون أن الموت جوعًا لا يقل خطورة عن الموت بالرصاص.

وأضاف رامي عاشور أن هذا الأسلوب يهدف إلى خلق شعور باليأس والإحباط لدى الفلسطينيين، ودفعهم إلى البحث عن أماكن آمنة خارج أراضيهم، الأمر الذي يخدم المخطط الإسرائيلي في تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، معتبرًا أن الترويج الإعلامي للمجاعة يعزز هذا التأثير النفسي، ويجعل القضية الإنسانية وسيلة لتحقيق مشروع سياسي توسعي.

أهداف إسرائيل الاستراتيجية

أشار رامي عاشور إلى أن الهدف الأبرز لإسرائيل هو إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها ونقلهم إلى أي مكان آخر، من أجل ضم هذه الأراضي وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، مؤكدًا أن هذه السياسة الممنهجة ليست وليدة اللحظة، بل جزء من مشروع استيطاني طويل الأمد تسعى تل أبيب لتحقيقه منذ عقود.

وأضاف رامي عاشور أن هذا التصعيد يأتي في إطار خطة شاملة لإعادة رسم الخريطة السكانية في المنطقة، بما يضمن للاحتلال السيطرة الكاملة على الأرض، ويحول الفلسطينيين إلى لاجئين في دول أخرى، الأمر الذي يمثل تهديدًا مباشرًا لهوية الأرض وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.

مصر في مواجهة المخطط

في المقابل، شدد رامي عاشور على أن مصر تلعب دورًا محوريًا في مواجهة هذه السياسات الإسرائيلية، حيث تعمل على منع الاحتلال من تنفيذ خطة التهجير الجماعي عبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحًا أن هذه الجهود لا تقتصر فقط على البعد الإنساني، بل تحمل أيضًا بُعدًا سياسيًا مهمًا يتمثل في تعطيل مخططات الاحتلال لإفراغ القطاع.

وأكد رامي عاشور أن مصر، عبر تحركاتها الدبلوماسية والإغاثية، ترسل رسالة واضحة بأن غزة لن تُترك وحيدة في مواجهة التجويع والإبادة، وأن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث.

<strong>الدكتور رامي عاشور</strong>
الدكتور رامي عاشور

مواجهة جرائم الاحتلال

وختم رامي عاشور حديثه بالتأكيد على أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من تصعيد عسكري وتجويع ممنهج يمثل جريمة إنسانية تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا. ودعا إلى ضرورة أن يضع المجتمع الدولي حدًا لهذه الممارسات، وأن يُمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لوقف استخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين.

كما شدد رامي عاشور على أن الصمت الدولي يمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة مخططاته، وأن الحل يكمن في تحرك جماعي يضمن حماية الفلسطينيين، والحفاظ على حقهم في البقاء على أرضهم ومقاومة كل محاولات التهجير أو الإبادة البطيئة.

تم نسخ الرابط