رامي عاشور: الصمت الدولي يواطئ الاحتلال في تنفيذ سياساته ضد الفلسطينيين

كشف الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، حقيقة المشهد الدولي قائلاً إن "لا قيمة للقوانين الدولية مع استخدام القوة"، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وفرض سياسات التجويع على الفلسطينيين يمثل شكلاً من أشكال التواطؤ الدولي، خاصة من قبل الولايات المتحدة وإنجلترا ودول غربية أخرى.
سياسات التجويع على الفلسطينيين
وأضاف رامي عاشور، خلال لقاءه في برنامج «مساء جديد» على قناة المحور الفضائية، أن هذه الدول تتخذ تحركات شكلية فقط، مثل استدعاء السفراء، دون اتخاذ إجراءات حقيقية توقف الانتهاكات.
وأوضح رامي عاشور أن إعلان حالة المجاعة في غزة، وفقًا لتقارير منظمات دولية، لا يؤدي إلى أي تحرك قانوني جاد، إذ تبقى استخدام القوة في العلاقات الدولية فوق أي اعتبار قانوني أو بروتوكولي، مضيفًا أن هذا الواقع يترك الفلسطينيين أمام ضغط مزدوج: العنف العسكري والمجاعة، ما يدفعهم للتفكير في الهجرة الطوعية خوفًا على حياتهم، وهو ما يخدم الأهداف الاستراتيجية للاحتلال في تفريغ الأراضي الفلسطينية.
الهجرة القسرية أداة للاستيلاء
أوضح رامي عاشور أن سياسة التجويع والقصف تمثل أدوات لإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لتفريغ الأراضي الفلسطينية تمهيدًا للاستيلاء عليها وضمها، إذ أن هذا التوجه يحقق أهدافًا استراتيجية للاحتلال، إذ يفرض واقعًا جديدًا على الأرض قبل أي اعتراف محتمل بدولة فلسطينية، ما يعزز السيطرة على الموارد والمناطق الحيوية.
وأشار رامي عاشور إلى أن المواطن الفلسطيني، عندما يواجه المجاعة والتهديد المباشر، يصبح مضطرًا لمغادرة أرضه، ما يعكس سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على الوجود الفلسطيني في مناطق معينة، فضًلا عن أن هذا السيناريو يتماشى مع المخطط الاستراتيجي للتيار اليميني المتطرف داخل إسرائيل، الذي يسعى إلى تعزيز مكاسب الاحتلال قبل أي خطوات دولية محتملة.
الموقف المصري ودوره
وأكد رامي عاشور أن مصر كانت دائمًا عقبة أمام تنفيذ السياسات الإسرائيلية الممنهجة، مستشهدًا بتدخلات الرئيس الراحل أنور السادات أثناء المفاوضات مع الكنيست، وأيضًا تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أحداث أكتوبر، حيث فضح الممارسات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، مبينًا أن الموقف المصري لعب دورًا في كشف أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف أمام العالم، ما ساعد على تحريك الرأي العام العالمي وفرض ضغوط على بعض الحكومات لتجنب الاعتراف بمكاسب الاحتلال على حساب الفلسطينيين.
وأشار رامي عاشور إلى أن مصر تعمل على حماية الفلسطينيين ومنع تهجيرهم القسري أو الطوعي، مؤكداً أن هذه السياسة تهدف للحفاظ على الحقوق الفلسطينية وتفادي تنفيذ خطط التهجير التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى السيطرة على الأرض قبل أي تحرك دولي محتمل لاعتراف بدولة فلسطينية.
المجاعة أداة سياسية بامتياز
أكد رامي عاشور أن استمرار المجاعة في غزة يمثل سياسة ممنهجة من التيار اليميني المتطرف داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن الهدف ليس فقط الضغط على السكان، بل خلق واقع سياسي جديد يضمن مكاسب استراتيجية على الأرض قبل أي خطوات دولية محتملة، مثل اعتراف بعض الدول بفلسطين، إذ أن هذه السياسة تدمج بين القتل المباشر والضغط النفسي، ما يجعل الحياة اليومية للفلسطينيين صعبة للغاية ويزيد من الهجرة الطوعية.
وأوضح رامي عاشور أن الصمت الدولي أو التحرك الجزئي لا يوقف هذه السياسات، بل على العكس، قد يساهم في تحقيق أهداف الاحتلال، مشددًا على أن الضغط الدولي الحقيقي يجب أن يضمن حماية المدنيين ووقف جميع أشكال العقاب الجماعي الذي يمارس ضد السكان الفلسطينيين.

المجتمع الدولي أمام اختبار
ختم رامي عاشور تصريحاته بالتأكيد على أن المجتمع الدولي يقف أمام اختبار أخلاقي وسياسي حقيقي، مشيرًا إلى أن استمرار الصمت أو التحركات الشكلية يواطئ الاحتلال على جرائمه.
وشدد رامي عاشور على أن الحل يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان وصول المساعدات ووقف التجويع والضغط النفسي على الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه السياسة تهدف إلى تهجيرهم وفرض واقع جديد قبل أي خطوات محتملة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.