«تفشى الموت في كل ركن بغزة».. تقرير يكشف جرائم الاحتلال في القطاع

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتجدد مشاهد المأساة الإنسانية التي لا تزال تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط صمت دولي وعجز إنساني فاضح، فقد تجاوز عدد الشهداء 62622، فيما تخطى عدد الجرحى 150 ألفًا، بينما يُترك أكثر من مليوني فلسطيني في مهب الريح دون أدنى مقومات الحياة.
عداد الشهداء لا يتوقف
وأوضحت التقارير الميدانية أن عداد الشهداء لا يتوقف، وأن الضحايا يسقطون إما في طريقهم للبحث عن فتات الخبز، أو أثناء انتظار قوافل الإغاثة التي تعاني من الحصار والتضييق المتعمد، مضيفا:" أطفال نحِلت أجسادهم من شدة الجوع، وبعضهم لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يلمح بارقة أمل في شاحنة إغاثة أو عبوة حليب.
وأشار مراقبون إلى أن هذه الجرائم الممنهجة لا تسقط بالتقادم، وأن محاولات طمس الحقيقة لن تُفلح في محو صور الهياكل العظمية لأطفال غزة، التي أصبحت اليوم شاهدًا صامتًا على جريمة العصر.
ونوه إلى أن المحتوى الإعلامي الإسرائيلي، الذي ظهر منذ بداية العدوان في صورة أغانٍ تعبر عن الكراهية، كان نذيرًا لما يحدث اليوم، إذ بات جيل كامل من الأطفال الإسرائيليين يشارك في إحكام الحصار، ويُسهم في مشاهد صادمة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر رقصًا على وقع دهس المساعدات الغذائية، أو اعتراضًا متعمدًا لقوافل الإغاثة.
خطاب الكراهية في أوساط المتطرفين
وأكدت مصادر فلسطينية أن هذه الممارسات تكشف مدى تغلغل خطاب الكراهية في أوساط المتطرفين داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما بين أتباع التيارات اليمينية، الذين باتوا يتفاخرون بمظاهر العقاب الجماعي والتجويع والقتل ضد المدنيين في غزة.
وقال نشطاء حقوقيون إن هذه الصور المختزلة تختصر ألف كلمة عن واقع القهر والمعاناة التي يعيشها سكان القطاع، مؤكدين أن هذه الممارسات تنتهك كافة المواثيق الدولية والإنسانية.
ورغم كل هذه الأهوال، تظل جذور الكرامة مزروعة في الأرض الفلسطينية، فكما أوضح شهود العيان، فإن جيلًا جديدًا من الأطفال الفلسطينيين يولد في حضن المأساة لكنه يرفض الانكسار، كما نوهت تقارير، يتشبث بأمل إقامة الدولة الفلسطينية، رغم الجوع والقصف والحصار.
في غزة، تذبل أشجار الزيتون تحت وابل القصف، لكن بذور الصمود لا تزال تنمو في تربة الكرامة، ليؤكد الفلسطينيون للعالم أن دماء الأبرياء لن تذهب هدرًا، وأن نضالهم العادل لا يسقط بالتقادم، حتى وإن طال الزمن، أو اشتدت وطأة الحصار.