راقِب نجاحك لا أرزاق غيرك.. أمين الفتوى يعلق على واقعة التلاعب برغبات «عائشة»

أكد الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء في تعليقه على واقعة التلاعب برغبات الطالبة عائشة، إن الحسد ما إن دَخَل القلب إلَّا وجعل الإنسان ممسوخًا مُعترِضًا على قضاء الله وقَدَره، كأنَّ لسان حاله يسأل: لماذا هم وليس أنا؟ ليأتيه الرد الإلهي الحاسم: ﴿أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِ﴾ [النساء: 54].
الإفتاء تعلق على واقعة التلاعب برغبات «عائشة»
وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: لذا أمرنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وحَذَّرنا: "إياكم والحَسَد، فإنَّ الحَسَد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"، موضحًا أن واقعة الطالبة التي تلاعبت برغبات زميلتها فى تنسيق الجامعة لتحرمها من دخول إحدى الكليات ليست إلَّا حريقًا صغيرًا مِن تلك النار، حريقٌ كاد أن يلتهم حلمًا وطموحًا.
وأكمل: لكن... أين المخرج؟ تجيبنا البوصلة النبوية التي تضع حَدًّا لهذا كله، ففي الوصية الجامعة: «من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ»... وهو حديث شريف يُبَيِّن لنا مقياسًا حقيقيًّا لأخلاق الشخص ورُقيِّه، فتركُك لحيز الفضول لما يخص الناس وتفاصيل يومهم وتركيزُك على تطوير مهاراتك وسَدِّ عيوبك بداية السَّلام النفسي والفوز الحقيقي في الدنيا والآخرة.
وشدد: لتكن قاعدتك في الحياة: راقِب نجاحك لا أرزاق غيرك، فمراقبة الأرزاق بداية احتراق القلب، وطاقة المراقبة هي نفسها طاقة الاحتراق، داعيًا: «وقانا الله وإياكم أمراض القلوب ظاهرها وباطنها».
واقعة تلاعب طالبة برغبات زميلتها
علّق الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، على واقعة تلاعب طالبة برغبات زميلتها في تنسيق الجامعات، مؤكدًا أن ما حدث جريمة أخلاقية كبرى تعكس غياب الأمانة، وتجسيدًا لمشاعر الحقد والغل والحسد التي تدفع الإنسان إلى إيذاء غيره وحرمانه من حقه المشروع.
وأوضح الدكتور أسامة قابيل، خلال تصريحات له، أن الإسلام نهى عن الحسد والعداوة، لأنها تفسد القلوب وتؤدي إلى الظلم، مشيرًا إلى حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا وكونوا عباد الله إخوانا".
وأضاف أن الأمانة لا تقتصر على الأموال، بل تشمل الحقوق والمعاملات، وأن الإيذاء الناتج عن الغل والحقد هو من صور الخيانة التي حذر منها الشرع، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" [النساء: 58].
وأشار إلى أن ما قامت به الطالبة لا يضر بزميلتها وحدها، بل يترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا خطيرًا، ويهدد روح الثقة والأخوة بين الطلاب، مؤكدًا أن من يغرس الحقد والغل في قلبه لن يعرف طعم النجاح الحقيقي أبدًا.
وحث قابيل الشباب على تطهير القلوب من الحسد والغل، والالتزام بقيم الأمانة والصدق، مبينًا أن الإيذاء لا يُكسب صاحبه إلا وزرًا وإثمًا، بينما الجد والاجتهاد هما الطريق الوحيد للنجاح.
وتابع: "الأمم لا تنهض بالعلم فقط، وإنما تنهض بالأخلاق، وإذا ساد الحقد والغل والحسد ضاعت القيم، وإذا ضاعت القيم ضاع مستقبلنا جميعًا".
ودعا قائلا: "اللهم طهِّر قلوبنا من الحقد والغل والحسد، واجعلنا من الأمناء الصادقين الذين يؤدون الحقوق إلى أهلها، اللهم ارزق أبناءنا وبناتنا العلم النافع والعمل الصالح، ووفّقهم لما فيه الخير والنجاح، واصرف عنهم كيد الحاسدين وبغي الظالمين، واملأ قلوبهم محبة وإخاء وصفاء".