هل صمت الرئيس الأمريكي عن خطة احتلال غزة دليل على موافقته؟

أكد الدكتور إحسان الخطيب أستاذ العلوم السياسية، أن صمت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب حيال الحرب على قطاع غزة يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا الصمت يُعد ضوءًا أخضر لإسرائيل للمضي قدمًا في مخططاتها التوسعية.
نوايا إسرائيل تجاه غزة
وأوضح الخطيب خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن الولايات المتحدة، منذ اليوم الأول للحرب، كانت مدركة تمامًا لنوايا إسرائيل تجاه غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة فهمت أبعاد التصعيد الإسرائيلي بشكل دقيق.
وشدد الدكتور إحسان على أن مصر اتخذت موقفًا ثابتًا منذ اللحظة الأولى، إذ أكدت رفضها القاطع لأي عملية تهجير قسري للفلسطينيين من قطاع غزة، مع تركيزها على نقطتين أساسيتين: وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
مشروع "إسرائيل الكبرى"
وتطرق إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" قائم على فكرة التخلص من الفلسطينيين في غزة، ورأى أن هجوم 7 أكتوبر كان بمثابة "الفرصة الذهبية" التي استغلها نتنياهو لتحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تخفِ نواياها منذ البداية، حيث أعلنت منع دخول الماء والطعام والدواء للقطاع، وهاجمت مستشفى الشفاء، في رسالة واضحة بأنها لا تقبل بأي سلطة فلسطينية، سواء كانت حماس أو حتى السلطة الوطنية.
أما فيما يتعلق بموقف ترامب، فأشار الدكتور إحسان إلى أن صمته لا يعني بالضرورة تأييده الكامل لما تفعله إسرائيل، بل قد يكون بدافع الخوف من استغلال نتنياهو لأي محاولة ضغط أمريكي، وتصويرها على أنها "انتصار لحماس"، وهو ما قد يُستخدم ضد ترامب سياسيًا.
طبيعة النظام السياسي الأمريكي المرتبط بالمال السياسي واللوبيات الفاعلة
وأكد أن طبيعة النظام السياسي الأمريكي المرتبط بالمال السياسي واللوبيات الفاعلة، وعلى رأسها اللوبي اليهودي، تجعل من الصعب على أي رئيس أمريكي – بمن فيهم ترامب – الدخول في مواجهة مباشرة مع المصالح الإسرائيلية.
وأضاف أن ترامب تلقى أكثر من 100 مليون دولار من تبرعات منظمات يهودية خلال حملته، ما يجعله حذرًا في اتخاذ مواقف قد تُغضب تلك القاعدة المؤثرة.
توصيات دولية بعدم توغل إسرائيل في غزة
وفي سياق متصل، نوه الخطيب إلى وجود توصيات دولية بعدم توغل إسرائيل في غزة، ليس حبًا بالفلسطينيين – بحسب تعبيره – بل لأنها تدرك أن ذلك سيقود إلى حرب عصابات طويلة الأمد وكارثة إنسانية يصعب تحملها.
وختم حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل، رغم ما تملكه من أدوات عسكرية ودعم مالي، لا تحقق انتصارًا حقيقيًا على الأرض في غزة، مرجعًا ذلك إلى "التطرف السياسي" الذي يطغى على حكومة نتنياهو، والذي قد يؤدي إلى تداعيات استراتيجية عكسية على المدى الطويل.