عاجل

خبير علاقات دولية: إسرائيل تعاني أزمات داخلية تعيق سيطرتها على الإقليم |فيديو

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن قدرات إسرائيل العسكرية والسياسية محدودة وعقيمة، وأن الدولة والمجتمع الإسرائيلي يعانيان من أزمات داخلية كبيرة تعوق أي سيطرة حقيقية على الإقليم، جاء ذلك خلال لقائه في برنامج مساء جديد على قناة المحور الفضائية، حيث تناول الملفات الإسرائيلية والفلسطينية من منظور استراتيجي وتحليلي.

وأوضح "فهمي" أن الحديث عن "سيطرة إسرائيل على الشرق الأوسط" يجب أن يُفهم في سياقه الإعلامي والسياسي، إذ أن كثيرًا من التصريحات تأتي لإحباط الجمهور العربي وليس تعكس قدرات حقيقية، مشددًا على أن المجتمع والدولة داخل إسرائيل مأزومان على مستوى البنية المؤسساتية والسياسية.

الأزمات وإضعاف القيادة

وأشار إلى أن المواطن الإسرائيلي اليوم يواجه أزمات يومية داخل الدولة، مشددًا على أن الاحتجاجات والمطالب الشعبية ليست سوى جزء من أزمة أكبر تشمل نقص القيادة الكاريزمية والنخب القادرة على إدارة الدولة بفعالية.

مضيفا أن هذه الأزمات هي ما دفع نتنياهو إلى الاعتماد على النزعة العسكرية كخيار رئيسي، نظرًا لغياب خيارات سياسية واقتصادية واضحة، مؤكدًا أن الشخصيات البارزة مثل يائير لابيد وبينى جانس ونيفيتالي بينيت لا تُعتبر مؤثرة في المعادلة السياسية الداخلية.

تأثير المؤسسة الدينية

وأوضح طارق فهمي أن المؤسسة الدينية ومراكز القوة داخل إسرائيل تلعب دورًا أكبر من أي شخصية سياسية في توجيه السياسات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المسؤولين الظاهرين غالبًا ما يكونون ممثلين لهذه المؤسسات والمستوطنين وليسوا صانعي القرار الحقيقيين.

مؤكدا أن الاستراتيجية الإسرائيلية، بما في ذلك بناء المستوطنات وتوسيع النفوذ على الأرض، غالبًا ما تواجه تحديات حقيقية من المجتمع الإسرائيلي نفسه، الذي لا يرى في هذه الخطوات حلولًا للأزمات الداخلية بل عبئًا إضافيًا على الدولة.

الاستطلاعات الإعلامية المضللة

ولفت "فهمي" إلى أن الإعلام الإسرائيلي غالبًا ما يقدم مؤشرات مضللة عن الرأي العام، حيث تركز التقارير على قطاعات معينة من المجتمع وتعرضها على أنها تمثل الإجماع، ما يؤدي إلى سوء فهم طبيعة الدعم الشعبي للحروب أو السياسات الإسرائيلية.

وأضاف أن الرأي العام الإسرائيلي منقسم بين مؤيد ومعارض، وهو ما يجعل اتخاذ أي قرار عسكري استراتيجي صعبًا، لأن القيادة الحالية مضطرة لموازنة مصالح الجانبين لضمان استمرار بقاء الدولة على الأرض.

نتنياهو ونزعة الحرب

وأوضح أن نتنياهو يعتمد على النزعة العسكرية لتعويض نقص الدعم الداخلي والسياسي، مشيرًا إلى أن أفعاله في تعزيز المستوطنات أو التصريحات العسكرية غالبًا ما تهدف إلى إرسال رسائل للجمهور الداخلي أكثر منها تنفيذ استراتيجيات قابلة للتحقيق على الأرض.

وأكد طارق فهمي أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية النسبية، لا تزال تواجه سيولة سياسية واستراتيجية داخل الدولة وفي نطاق تأثيرها الإقليمي، ما يجعل أي حديث عن سيطرة شاملة على الشرق الأوسط مبالغًا فيه وغير واقعي.

المستقبل الاستراتيجي لإسرائيل

اختتم طارق فهمي تحليله بالقول إن إسرائيل تحتاج إلى مراجعة شاملة على المستويات السياسية والدينية والمجتمعية لضمان استمرار وجودها في الإقليم، مشيرًا إلى أن الاهتمام الإسرائيلي الحالي منصب على الحفاظ على الدولة لأطول فترة ممكنة، وليس تحقيق توسع استراتيجي فعلي.

<strong>الدكتور طارق فهمي </strong>
الدكتور طارق فهمي 

وشدد طارق فهمي على أن أي تقييم لقدرات إسرائيل يجب أن يأخذ في الاعتبار الأزمة الداخلية والمجتمعية والنقص في النخبة القيادية، مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي يعيش في مأزق عميق يحد من خيارات القيادة في أي صراع إقليمي.

تم نسخ الرابط