عاجل

طارق فهمي: نزعة إسرائيل العسكرية مستمرة لكن السيطرة على الإقليم غير مؤكدة

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

تحدث الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، عن أن النزعة العسكرية لإسرائيل ستظل قائمة في المدى القريب، لكنها لا تعني بالضرورة أن الدولة العبرية ستتمكن من فرض سيطرتها الكاملة على الإقليم، جاء ذلك خلال لقاء مع برنامج مساء جديد على قناة المحور الفضائية، حيث تناول الملف الفلسطيني وتطوراته الأخيرة في قطاع غزة.

وأشار طارق فهمي إلى أن التركيز على غزة كان نتيجة الأحداث الأخيرة والكوارث التي شهدها القطاع، مؤكدًا أن الحوار يجب أن ينصب على وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني، بعيدًا عن المصطلحات التقليدية مثل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشددًا على أهمية تحليل التطورات السياسية والعسكرية بعمق وليس الاعتماد على الأخبار السطحية المنتشرة في وسائل الإعلام.

غزة محور الأحداث 

أكد "فهمي" أن غزة تصدرت المشهد السياسي الفلسطيني نتيجة الأحداث الأخيرة منذ أكتوبر، موضحًا أن القطاع أصبح مركز الاهتمام الدولي بسبب الأزمة الإنسانية والصراع المستمر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وأضاف أن أي محاولة لفهم مستقبل المنطقة يجب أن تبدأ من غزة، مع ضرورة منح فرصة لتهدئة الأوضاع حتى يمكن تحليل الموقف بموضوعية، بدلًا من الدخول في دوامة الردود العسكرية المتبادلة التي تزيد من تفاقم الأزمة.

النزعة العسكرية الإسرائيلية 

وأوضح أن النزعة العسكرية لإسرائيل ستستمر، لكنها محدودة ضمن نطاق الاستراتيجيات القائمة، مؤكدًا أن الحديث عن قدرة إسرائيل على تغيير وجه الشرق الأوسط بشكل كامل "مبالغ فيه".

وأشار طارق فهمي إلى أن إسرائيل لم تدخل حربًا مع جيوش نظامية منذ حرب أكتوبر، وكل النزاعات الحديثة كانت تعتمد على صواريخ ومسيرات وليس مواجهة مباشرة، مما يجعل تقييم قوتها العسكرية في نطاق محدود وضمن ضوابط معينة.

الوضع في الأراضي المحتلة

أكد طارق فهمي أن إسرائيل لم تحقق استقرارًا كاملًا حتى في الأراضي المحتلة، حيث لم تفرض واقعًا عسكريًا واستراتيجيًا جديدًا في قطاع غزة رغم السيطرة على مساحات كبيرة.

كما أشار طارق فهمي إلى حالة السيولة السياسية والعسكرية في جنوب سوريا وجنوب لبنان، حيث لم تنجح إسرائيل في نزع سلاح حزب الله أو فرض استقرار استراتيجي ملموس، ما يعكس محدودية قدرتها على التأثير في الإقليم بشكل كامل.

التقييم والضغوط السياسية

لفت طارق فهمي إلى أن المواقف الدولية، مثل استدعاء بعض الدول لسفراء إسرائيل أو استقالات وزراء خارجية أوروبية، تبقى ضمن الإطار الرمزي أكثر منها ضغوطًا حقيقية على الأرض.

وشدد طارق فهمي على أن السياسة الإسرائيلية تعتمد على مراكز الأبحاث والتأثير والاستشارات الاستراتيجية داخليًا وخارجيًا، لذا فإن أي تحليل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الخلفيات وليس مجرد متابعة الأخبار اليومية.

المستقبل الفلسطيني والإقليمي 

أوضح طارق فهمي أن مستقبل إسرائيل في قطاع غزة والمناطق الاستراتيجية الإقليمية لا يزال غير واضح، مؤكدًا أن النزاعات مستمرة والسيولة السياسية والعسكرية قائمة.

وشدد طارق فهمي على أن أي تقييم لسيطرة إسرائيل على الإقليم يجب أن يكون مبنيًا على فهم شامل للتوازنات العسكرية والسياسية، مع الأخذ في الاعتبار أن الاحتلال لا يضمن بالضرورة استقرارًا أو فرض واقع جديد على الأرض.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني</strong>
الإعلامي يوسف الحسيني

الهدوء والتحليل العميق

اختتم طارق فهمي حديثه بالدعوة إلى تهدئة الأوضاع وتقديم تحليل عميق للمشهد الفلسطيني والإقليمي، مع التركيز على الوقائع والاستراتيجيات بدلًا من الأخبار العاجلة والمبالغات الإعلامية.

وأكد طارق فهمي أن التوتر المستمر وردود الفعل السريعة لا تساعد في فهم التطورات أو التنبؤ بمستقبل النزاع، بل قد تزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

تم نسخ الرابط