بشارات السماء بالرسول الخاتم.. لقاء دعوي مؤثر بمسجد الأمير سنان بديروط

شهد مسجد الأمير سنان بمدينة ديروط بمحافظة أسيوط، واحدًا من اللقاءات الدعوية المتميزة التي تعكس حرص وزارة الأوقاف على نشر الفكر الوسطي المستنير، حيث ألقت الواعظة الدكتورة شيماء صالح عبد الحميد درسًا دعويًا بعنوان: "بشارات الكتب السماوية بالرسالة المحمدية".
ترسيخ القيم الإيمانية
وجاء هذا اللقاء في إطار التوجيهات المستمرة من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعايةالدكتور عيد علي خليفة وكيل الوزارة، دعمًا لدور المساجد في ترسيخ القيم الإيمانية، ونشر الوعي الديني الصحيح بين الناس.
أجواء روحانية
اتسم اللقاء بأجواء روحانية عامرة، اجتمع فيها جمهور المصلين ليستمعوا إلى درس دعوي عميق جمع بين أصالة النصوص الشرعية و العصر الحديث، حيث تناولت الواعظة البشارات الواضحة التي حملتها الكتب السماوية السابقة ببعثة النبي الخاتم محمد ﷺ، مؤكدة أن الرسالة المحمدية لم تكن طارئة على مسيرة النبوات، وإنما جاءت امتدادًا وتكاملًا مع الرسالات السابقة، تحقيقًا للوعد الرباني القديم الذي بشرت به التوراة والإنجيل والزبور.
استشهدت الدكتورة شيماء بقوله تعالى:﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ﴾ [الأعراف: 157]، مؤكدة أن هذه الآية تُظهر بجلاء أن الأنبياء السابقين كانوا يبشرون أتباعهم بقدوم نبي آخر الزمان، الذي سيختم الله به الرسالات ويُتم به النعمة على البشرية كلها.
بشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بقدوم النبي محمد ﷺ
كما لفتت الانتباه إلى بشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بقدوم النبي محمد ﷺ، حيث قال الله تعالى على لسانه:﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: 6]. وأوضحت أن هذه البشارة تمثل حلقة الوصل بين الرسالات السابقة والرسالة الخاتمة، ليبقى الإسلام دينًا عالميًا خالدًا، جاء رحمة للعالمين.
وأكدت الواعظة أن بعثة النبي ﷺ جسدت أسمى معاني الرحمة والعدل، فقد كان رحمةً مهداة للعالمين كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وأن هذه الرحمة لم تقتصر على المسلمين فحسب، بل شملت الإنسانية كلها، ليتحقق في شخص النبي الخاتم النموذج الأكمل للقيادة بالرحمة، والحزم في الحق، والعدل بين الناس.
كما تناولت ما ورد في السنة النبوية من دلائل على تلك البشارات، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام". موضحة أن هذا الحديث يلخص ارتباط الرسالة المحمدية بإرث النبوات السابقة، وأنها لم تأت لتنسخها فحسب، بل لتُتممها وتجمع شتاتها في نور واحد.
وأشارت الدكتورة شيماء إلى أن استحضار هذه البشارات في واقعنا المعاصر يعزز وعي المسلمين بهويتهم الدينية، ويغرس فيهم الاعتزاز برسالتهم، كما يحفزهم على التعايش الإيجابي مع غيرهم، لأن الإسلام رسالة عالمية قائمة على الحوار والتواصل وبناء جسور المحبة والسلام، لا على الصدام والانقسام.
وفي ختام اللقاء، شددت الواعظة على أن واجب المسلمين اليوم لا يقتصر على الفخر بالرسالة المحمدية، وإنما في تجسيدها واقعًا عمليًا، والسير على هدي النبي ﷺ في حياتهم، ليكونوا بحق خير أمة أخرجت للناس، وليبقى المسجد منارة علمٍ ورحمةٍ ووحدةٍ في مواجهة تحديات العصر.