المولد النبوي|طقوس احتفال متنوعة توحِّد الأمة في المحبة وتختلف في العادات

يشكل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واحدًا من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي، حيث تتنوع مظاهره بين المواكب الدينية، والمدائح النبوية، وإقامة حلقات الذكر، إلى جانب إعداد أصناف خاصة من الحلويات التي ارتبطت وجدانياً بهذه الذكرى العطرة.
ورغم اختلاف الطقوس والعادات من بلد لآخر، يبقى القاسم المشترك بينها جميعاً هو التعبير عن محبة رسول الله ﷺ واستحضار سيرته العطرة.
مصر.. حلوى المولد ومواكب الفرح بمولد الهادي البشير
في مصر، ترتبط المناسبة بحلوى المولد التقليدية التي تُعرض في الأسواق منذ مطلع ربيع الأول، وتشمل "عروس المولد" و"الحصان" إلى جانب المكسرات والسمسمية والفولية. كما تُنظم مجالس الذكر والمدائح في المساجد الكبرى والزوايا الصوفية، وتقام مواكب احتفالية شعبية تشارك فيها الطرق الصوفية، بينما تحرص الأسر المصرية على شراء الحلوى كتقليد متوارث عبر القرون.
المغرب.. مواكب شعبية وزينة الشوارع
أما المغرب، فيتجلى الاحتفال بتزيين الشوارع والساحات العامة، وتنظيم مواكب شعبية تمتزج فيها الطقوس الدينية بالمظاهر الاحتفالية. وتُقام المجالس التي تتلى فيها السيرة النبوية، ويتنافس المغاربة على إعداد الحلويات التقليدية الخاصة بالمناسبة.
تونس.. عصيدة الزقوقو
تونس تنفرد بعادة مميزة وهي إعداد "عصيدة الزقوقو"، المصنوعة من حبوب الصنوبر الحلبي، وتُزين بالكريمة والفواكه الجافة. وتحرص العائلات على تقديمها في أجواء عائلية دافئة، لتكون علامة فارقة للمولد النبوي لديهم.
العراق.. أسبوع من الولائم والصدقات
في العراق، تمتد الاحتفالات أسبوعًا كاملاً، فتُقام الولائم وتُوزع الصدقات، إلى جانب المجالس الدينية. وتختار بعض العائلات هذه المناسبة لإقامة الأعراس الجماعية، تعبيرًا عن البركة والتيسير في أيام المولد.
إندونيسيا.. احتفال جماعي وزينة للشوارع
وفي إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، تزين الشوارع بالأضواء، وتُقام الحفلات الدينية وحلقات الذكر والمدائح، مع إعداد مأكولات وحلويات تقليدية يشارك في تناولها أفراد المجتمع المحلي.
قواسم مشتركة بين الدول
ورغم تنوع المظاهر، تظل هناك عناصر مشتركة في مختلف الدول الإسلامية، أبرزها:
المدائح النبوية ، حيث تُصدح أصوات المنشدين بمدح المصطفى ﷺ على أنغام الدفوف، وتقام مجالس تلاوة القرآن والسيرة النبوية.
الحلويات التقليدية،و التي تختلف من بلد إلى آخر لكنها تجتمع على كونها سمة أصيلة للفرح بالمولد.
و تبث وسائل الإعلام البرامج الدينية المخصصة للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه.
التواصل العائلي والاجتماعي،إذ تشكل المناسبة فرصة للتجمعات العائلية وتعزيز الروابط الاجتماعية.
عطلة رسمية
وفي عدد من الدول، مثل مصر والأردن والمغرب، تتخذ المناسبة طابعًا رسميًا حيث تُمنح إجازة للعاملين والطلاب، تأكيدًا لمكانة المولد النبوي في وجدان الشعوب الإسلامية.