عاجل

حماس: مستعدون لصفقة شاملة لكن نتنياهو يرفض كل الحلول لاستمرار الحرب

حماس
حماس

أكدت حركة حماس الفلسطينية أنها وافقت على صفقة جزئية تتعلق بتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، مؤكدة استعدادها أيضًا لصفقة شاملة، غير أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض كافة المبادرات والحلول المطروحة.

وقالت حركة حماس في بيانها الصادر اليوم الأحد، إن موافقة نتنياهو على خطط لاجتياح قطاع غزة عسكريًا بعد استجابتها لمقترحات الوسطاء، يثبتتصميمه على عرقلة أي اتفاق، مضيفة أن اعترافات إسرائيلية وأمريكية كشفت أن نتنياهو هو المعطل الرئيسي لأي صفقات تبادل ووقف لإطلاق النار.

ووصفت الحركة ما يسمى بـ"التسوية" التي تسعى إسرائيل لفرضها بأنه عار جديد، مؤكدة أن السلام العادل لن يتحقق إلا عبر وقف حقيقي للعدوان، وأن الرهائن لن يعودوا إلا عبر اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، محملة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى الأحياء.

استعدادات إسرائيلية لاجتياح غزة

في هذه الأثناء، تستعد إسرائيل لشن عملية برية واسعة النطاق تستهدف مدينة غزة والمخيّمات الوسطى في منتصف سبتمبر المقبل، ضمن مساعٍ لإسقاط حركة حماس واستعادة الرهائن المحتجزين.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تشمل الخطة استدعاء أكثر من 60 ألف جندي احتياط، إلى جانب إصدار أوامر بإجلاء نحو مليون فلسطيني من وسط القطاع تمهيدًا للهجوم، والذي وُصف بأنه "مرحلة حاسمة" في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

لكن تقارير دولية، أبرزها صحيفة التايمز البريطانية، شكّكت في جدوى هذا التحرك، مشيرة إلى أن العملية قد تكون تكرارًا لمغامرات عسكرية فاشلة سابقة، تعاني من مشكلات بنيوية، على رأسها ملف الرهائن، وغياب الرؤية السياسية، وضغوط دولية متصاعدة.

الرهائن.. ورقة معلقة

تقدر التقديرات الإسرائيلية عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس بحوالي 50 شخصًا، يُعتقد أن ما لا يقل عن 30 منهم قد قتلوا. وتخشى الجهات العسكرية من أن أي هجوم مباشر على المناطق التي يُحتمل وجودهم فيها خاصة المخيمات قد يؤدي إلى مجازر مروعة.

مأزق سياسي وعسكري

رغم التصعيد العسكري والتهديد بالاجتياح، لا تزال حكومة الاحتلال الإسرائيلية تفتقر إلى خطة واضحة لـ اليوم التالي في غزة، فحتى الآن، لا توجد رؤية محددة لإدارة القطاع بعد الحرب، ولا شريك فلسطيني أو دولي محتمل، في ظل الرفض الإسرائيلي لإشراك السلطة الفلسطينية أو الأمم المتحدة.

وقد يؤدي هذا الفراغ، كما ترى التحليلات، إلى نتائج عكسية، أبرزها عودة حماس أو صعود فصائل أكثر تطرفًا، ما يجعل أي "نصر عسكري" مؤقتًا ومفتوحًا على جولات صراع جديدة.

غزة.. ساحة حرب غير تقليدية

طبيعة غزة الجغرافية والديموغرافية، من مخيمات مكتظة وأنفاق تحت الأرض وأحياء سكنية متداخلة، تجعل منها ساحة حرب استنزاف بالغة التعقيد. ورغم قدرة الجيش الإسرائيلي على اقتحام أي منطقة، فإن السيطرة لا تدوم، وتعود المقاومة للظهور بعد الانسحاب.

وتعد تكلفة هذه العمليات باهظة من حيث الموارد والخسائر، فضلًا عن التداعيات الأخلاقية والسياسية داخليًا وخارجيًا.

أزمة شرعية ورفض دولي

تشير التقارير إلى أن العملية العسكرية المرتقبة لن تنطلق بدون "غطاء شرعي دولي"، وهو أمر يبدو شبه مستحيل في ظل التقديرات المتوقعة بنزوح نحو مليون فلسطيني، وارتفاع مستويات الكارثة الإنسانية.

حتى داخل إسرائيل، تواجه الحكومة ضغوطًا متصاعدة من عائلات الأسرى، الذين خرجوا في مظاهرات تطالب بصفقة تبادل فورية، محذرين من أن أي تصعيد إضافي هو بمثابة "مقامرة" بأرواح ذويهم.

بالتوازي، كانت حماس وافق علىالمقترح المصري القطري  شملت الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا مقابل هدنة مدتها شهران، إلا أن نتنياهو رفض العرض، متمسكًا بإبرام صفقة شاملة فقط، وهو ما اعتُبر تناقضًا مع حديث الحكومة المتكرر عن أولوية إنقاذ الرهائن.

تم نسخ الرابط