رامي عاشور: زيارات جوتيريش للعريش تؤكد تنسيقًا مصريًا دوليًا ضد إسرائيل |فيديو
أكد الدكتور رامي عاشور، خبير العلاقات الدولية، أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن المجاعة في غزة تمثل إدانة رسمية لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها تضع وصمة تاريخية على سياسات الاحتلال.
المجاعة في غزة
وأوضح "عاشور"، خلال لقاءه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن هذه التصريحات لم تكن عفوية، بل جاءت بعد زيارات سابقة لجوتيريش إلى العريش ولقائه مع المسؤولين المصريين، ما يشير إلى تنسيق خفي بين مصر والأمم المتحدة لمتابعة الوضع في غزة.
مشيرا إلى أن التصريحات الأخيرة حول المجاعة تعكس إدراك المجتمع الدولي لخطورة الإجراءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن هذا الموقف يعد تاريخيًا لأنه يصنف ممارسات الاحتلال على أنها انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ويثبت استخدام المجاعة كأداة لتحقيق أهداف سياسية في الأراضي الفلسطينية.
المجاعة كأداة إسرائيلية
وأوضح "عاشور" أن إسرائيل تستخدم المجاعة وحرمان السكان من الغذاء والماء كوسيلة ضغط لإفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، بهدف السيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية تحت سيادتها، مبينًا أن الهدف النهائي للاحتلال هو محو الوجود الفلسطيني في بعض المناطق وفرض سيطرته الكاملة على الأرض، مستغلًا القوة العسكرية والمجاعة كوسائل لتحقيق هذه الغاية.
وأشار إلى أن تصريحات جوتيريش تكشف للعالم كيف أن المجاعة ليست نتيجة طبيعية، بل هي أداة استراتيجية تستخدمها إسرائيل لتحقيق أهدافها التوسعية، مضيفًا أن المجتمع الدولي بات يدرك خطورة هذا النهج وضرورة تدخل المنظمات الإنسانية لوقف معاناة المدنيين.
التنسيق المصري والأمم المتحدة
أكد رامي عاشور أن زيارة جوتيريش للعريش كانت فرصة للاطلاع على الواقع الإنساني عن قرب، مما ساهم في تعزيز موقف الأمم المتحدة ضد إسرائيل، موضحًا أن مصر لعبت دورًا محوريًا في تقديم معلومات دقيقة عن الأوضاع في غزة، ما ساهم في تعزيز إدانات المجتمع الدولي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذا التنسيق يعكس جهود القاهرة المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن مصر تسعى لإبقاء القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي وضمان عدم تجاوز حقوق السكان المحليين تحت الاحتلال.
مواجهة انتهاكات الاحتلال
أوضح "عاشور" أن تصريحات جوتيريش تؤكد التزام الأمم المتحدة بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن المجاعة تعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية، فضًلا عن أن هذه التصريحات تحمل رسائل تحذير لإسرائيل بأن استمرارها في هذه السياسات قد يؤدي إلى مساءلة دولية، مؤكدًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لمنع المزيد من الكوارث الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه المواقف تشجع المنظمات الحقوقية والإنسانية على تكثيف جهودها لمراقبة الوضع في غزة وتقديم الدعم للمدنيين، مؤكدًا أن الضغط الدولي أصبح عنصرًا مهمًا في مواجهة سياسات الاحتلال.
أزمة غزة الإنسانية
أكد رامي عاشور أن الوضع في غزة يمثل أزمة إنسانية خطيرة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة نتيجة الحصار وعمليات التدمير المستمرة، موضحًا أن المجاعة ليست مجرد أرقام وإحصاءات، بل هي تهديد مباشر لحياة آلاف المدنيين، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن تصريحات جوتيريش تشكل مؤشرًا واضحًا على ضرورة التحرك الدولي العاجل لمنع المزيد من الكوارث، مشددًا على أن العالم يجب أن يكون على وعي بخطورة استمرار الممارسات الإسرائيلية في غزة، وأن المجاعة ليست مجرد أداة ضغط، بل تهديد لحياة البشر وحقوقهم الأساسية.
