رامي عاشور: إسرائيل تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل|فيديو

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وأحلام قادة حكومة الاحتلال، لا يمكن اعتبارها مجرد تكتيكات تفاوضية أو شعارات للاستهلاك المحلي، بل تمثل ولأول مرة انعكاسًا صريحًا لصدق نوايا اليمين الإسرائيلي المتطرف لإنهاء القضية الفلسطينية بصورة نهائية.
أهداف استراتيجية لا رجعة عنها
وأوضح رامي عاشور، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم على قناة "دي إم سي"، أن الهدف الحقيقي لحكومة الاحتلال، والذي تبلور بشكل أوضح بعد أحداث السابع من أكتوبر، هو استغلال الحرب الجارية لتحقيق مكاسب استراتيجية دائمة على الأرض.
وأضاف رامي عاشور: "الخطة المعلنة وغير المعلنة تتمثل في ضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية، بحيث لا يبقى هناك أي كيان يُسمى فلسطين، وهذه هي الجائزة الكبرى التي يسعى اليمين المتطرف لانتزاعها"، مشيرًا إلى أن هذه السياسة تمثل تحولًا في طريقة إدارة الصراع، حيث لم يعد الأمر مجرد مناورات تفاوضية، بل مشروع متكامل يسابق الزمن لإعادة رسم الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة.
مواجهة الضغط الدولي
وبحسب رامي عاشور ، فإن هذه التحركات الإسرائيلية المتسارعة تأتي في إطار سباق مع الزمن لمواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، خاصة مع الدور البارز الذي قادته مصر في فضح الانتهاكات والممارسات الاستيطانية الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي.
وأوضح رامي عاشور أن هذه الجهود المصرية أسفرت عن تنظيم تظاهرات حاشدة في عواصم عالمية عدة، دفعت حكومات غربية إلى إعادة النظر في مواقفها، بل والتلويح بخطوات رسمية للاعتراف بدولة فلسطين، متوقعًا أن هذه المواقف ستأخذ منحى أكثر وضوحًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر القادم.
فرض الأمر الواقع قبل سبتمبر
أضاف رامي عاشور أن إسرائيل تحاول استباق هذه التحركات الدبلوماسية عبر فرض أمر واقع جديد على الأرض، بحيث يصبح أي حل سياسي مستقبلي مقيدًا أو مستحيل التنفيذ، قائًلا: "بينما تدور المفاوضات في القاهرة، يسعى الاحتلال لتغيير ملامح الأرض ومقوماتها قبل حلول سبتمبر، حتى يسبق القرارات الدولية المحتملة ويجعلها بلا جدوى".
وأشار رامي عاشور إلى أن هذه السياسة تهدف إلى خلق واقع جغرافي جديد يكون من الصعب التراجع عنه، خصوصًا إذا ما حظي بدعم أو صمت من بعض القوى الكبرى التي تضع مصالحها الاستراتيجية فوق الاعتبارات القانونية والإنسانية.

تصعيد في غزة والضفة
واختتم الدكتور رامي عاشور تحليله محذرًا من تداعيات هذا التصعيد المحموم، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق في قطاع غزة، يتزامن مع خطوات غير مسبوقة لضم أراضٍ واسعة في الضفة الغربية.
وشدد رامي عاشورعلى أن ما يجري اليوم ليس أحداثًا متفرقة، بل خطة متكاملة لتنفيذ مشروع اليمين المتطرف، تستغل انشغال العالم بالحرب في غزة، وتستثمر اللحظة السياسية الراهنة لإحداث تغيير جذري على الأرض، في محاولة لإغلاق ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد.