عاجل

كيف تدرب قلبك على الرضا بما قسمه الله لك؟.. يسري جبر يجيب

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

يعتبر الرضا بقضاء الله وقدره أحد أعظم مفاتيح الطمأنينة النفسية والسعادة الروحية التي يمكن للإنسان أن ينالها في حياته,يؤكد الدكتور يسري جبر، عالم الأزهر الشريف، أن تدريب القلب على الرضا ليس استسلامًا سلبيًا، بل هو موقف إيماني عميق ينبع من يقين المؤمن بحكمة الله وعدله في تقسيم الأمور، حتى وإن بدى للإنسان في ظاهره خلاف ذلك.

الاستقرار الروحي

وقال الدكتور يسري جبر أن القلب المؤمن يدرك يقينًا أن الله لا يقسم لعباده إلا ما فيه صلاحهم وخيرهم، مستشهداً بالحديث القدسي الذي يقول فيه الله سبحانه وتعالى:"إن من عبادي من لا يصلح إلا الفقر فإن أغنيته أفسدته، ومن عبادي من لا يصلح إلا الغنى فإن أفقرته أفسدته، وإن من عبادي من لا يصلح إلا العافية فإن أمرته أفسدته، ومن عبادي من لا يصلح إلا المرض فإن عافيته أفسدته."
وهذا يؤكد أن لكل إنسان حالته التي تناسبه، وأن الرضا بما قُدر من صحة أو مرض، غنى أو فقر، هو السبيل للاستقرار النفسي والروحي ما دام لا يرتكب معصية.

و يوضح  “جبر” أن الرضا لا يعني الركون إلى الواقع دون محاولة التغيير، إذ يجب على الإنسان أن يسعى لتغيير حاله إذا كان يعيش في معصية، مستشهداً بقول الله تعالى :"إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ." ,أما إذا كان البلاء أو القدر خارج إرادة الإنسان، فلا بد من القبول والرضا، مع استحضار أن الابتلاءات قد تكون وسيلة لتنقية القلب ودخوله الجنة.

استخدام النعم في طاعة الله 

ويشير" جبر" إلى أن الابتلاءات كالمرض أو الضيق قد تكون فرصة لتعزيز العلاقة بالله من خلال الصبر والدعاء، حيث ينعكس صبر المريض على الأسرة والمجتمع بالبركة والخير. كما يحث على استخدام النعم في طاعة الله وخدمة الناس، وعدم الانشغال الزائد بالدنيا التي لا تدوم.

و أكد “جبر”أن فهم حقيقة القضاء والقدر يحمي الإنسان من الغلو في الحزن على ما فات أو الفرح المفرط بما آتاه الله، مستشهداً بالآية:
"لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ." ,فما قدّره الله لن يمنعه أحد، وما لم يقدره فلن يناله مهما اجتهد.

وقال جبر :إن تدريب القلب على الرضا بقضاء الله رحلة مستمرة تتطلب وعيًا وصبرًا، لكنها بلا شك طريق إلى راحة النفس ونجاة الروح، ودعوة لكل إنسان يسعى إلى حياة هانئة أن يبدأها بالإيمان العميق والتسليم التام لحكمة الله في كل أمر.

تم نسخ الرابط