عاجل

بعد نشر «نيوز رووم».. مرصد الأزهر يفند مزاعم بنو إسرائيل هم أصل البشرية |خاص

الدكتور حمادة شعبان
الدكتور حمادة شعبان

جدل أثير عبر منصة «مجتمع» حول إسرائيل وبنو إسرائيل عبر التاريخ وصل إلى حد الزعم بأن البشر من لدن نوح عليه السلام هم بنو إسرائيل. 

هل بنو إسرائيل هم أصل البشرية؟.. باحث بمرصد الأزهر يحسم الجدل

وفي ردٍ على ما نشره «نيوز رووم» حول ادعاءات المنصة وضيوفها، قال الدكتور  حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف: بنو إسرائيل ليسوا أصل البشرية، فأصل البشرية بحسب الأديان السماوية (اليهودية، المسيحية، الإسلام) هو سيدنا آدم عليه السلام، الذي خُلق مباشرة من الله، وزوجته حواء. ومن آدم وحواء، تناسل البشر جميعًا، ومن بينهم الأنبياء والأمم والشعوب المختلفة. 

وأوضح في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: بنو إسرائيل هم فرع من ذرية يعقوب عليه السلام (الذي يُسمى إسرائيل)، وهو ابن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. وبهذا فإن بني اسرائيل قوم من ذرية إبراهيم، وليسوا أصل البشرية، بل هم فرع متأخر في التاريخ الإنساني. 

من هو إسرائيل؟ 

وأشار إلى أن إسرائيل" هو اسم النبي يعقوب عليه السلام وبنو إسرائيل" هم أبناؤه وذريته. أرسل الله فيهم أنبياء مثل موسى، هارون، داوود، سليمان، وعيسى بن مريم عليهم السلام، ذكروا كثيرًا في القرآن الكريم، ولهم دور في التاريخ، لكنهم ليسوا أصل البشر، ومن ثم فإن المستفيد من القول بأنهم أصل الذرية هو الكيان الصهيوني، وهو خطأ فادح يغذي النزعة العنصرية الاستعلائية لدى الكيان. ربما كان هذا الخطأ عن جهل أو اجتهادٍ خاطئ، وربما عن عمد بهدف مغازلة الكيان الصهيوني، ولفت أنظار قنواته وصحفه وإعلامه الذي لديه قدرة كبيرة على التلميع وتسليط الضوء. 

وشدد على أن هذا النوع من الخطاب – سواء صدر عن جهل أو اجتهاد مغلوط أو حتى بقصد سياسي – يحمل في طياته خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني، خصوصًا في توقيت حرج يشهد فيه العالم جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة، وسط مجاعة متفاقمة ونقص حاد في المساعدات الإنسانية. 

وأكد: الأولوية الآن يجب أن تكون لتسليط الضوء على المعاناة اليومية في غزة، والعمل على وقف العدوان، وإيصال المساعدات، لا الانخراط في سجالات تُستغل سياسيًا لتلميع صورة الاحتلال.

من هم بنو إسرائيل؟ 

الآية الأم لبيان من هم بنو إسرائيل هو مطلع سورة الإسراء بحسب عواد، حيث قوله تعالى: «وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ».

أبو عواد قال إن إسرائيل كلمة لها معنى وهي من جزئين هما: «إسرا» و«إيل»، فالأولى مرتبط بالإسراء والثانية مرتبطة باسم الله، موضحًا أن هناك بُعد معنوي في الكلمة وهو الإسراء إلى الله، وبالنظر في الآية الأولى من سورة الإسراء: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى» نجد أن إسرائيل بعد إبراهيم كونه من أسس المسجد الحرام، لافتًا إلى أن المسجد الأقصى هو بعد معنوي لرسالة الإسلام الكبيرة التي أسسها إبراهيم عليه السلام لا تقف عند حدٍ معين- كمبدأ وليس كغزو أو قتال، وستنتشر إلى أقصى حدٍ ممكن.

وبين أن الشخص الذي يتولى مسؤولية نشر الرسالة يسميه القرآن في نفس السياق يسميه «إسرائيل»، فمن تبنى فكرة إبراهيم ونقلها ونشرها هم بنو إسرائيل بحسب تسمية القرآن -كما يزعم الباحث.

وأوضح أن «ذرية» جاءت منصوبة وليست جملة مؤسسة ففي العربية إذا أردت أن تبدأ الجملة ترفع الاسم لا تنصبه لتكون مبتدأ، الكلام عائد على الآية السابقة وهنا احتملان إما النصب من باب النداء وهو الأرجح، أو النصب على الاختصاص.

هل كان إسرائيل قبل إبراهيم أم بعده؟

وفي مقطع آخر، يجزم الباحث أن إسرائيل هو شخص ذكر حسبما جاء في القرآن، لكنه يعود بالجدل إلى القول أنه ليس في القرآن جزم بأنه قبل إبراهيم أو بعده، مشددًا في الوقت ذاته: لكن يمكنك أن تقطع أنه بعد نوح.

هل العرب جزء من بني إسرائيل؟

بحسب «أبو عواد» نعم، كل البشر الذين بقوا في الأرض بعد نوح هم بنو إسرائيل.

هل تأثر المسلمون بالتلمود في فهم مفهوم «بني إسرائيل»؟

يقول الباحث أن من أسرى مع موسى يستحق أن يكون من بني إسرائيل، وذلك من خلال ربطه بين الآية الثانية من سورة الدخان وكذا آية الإسراء- خلاف التفسير المعتاد.

وفي الاستدلال بسورة يونس يقول تعالى: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)»، يذهب الباحث إلى أن بنو إسرائيل لفظ ينسحب على المسلمين بالنبي محمد أيضا.

تم نسخ الرابط