مشروع "إسرائيل الكبرى" يتحول إلى خطة ميدانية
الاحتلال يتمدد في جنوب سوريا.. خبراء: مشروع إسرائيل الكبرى يتحول لخطة ميدانية

في تطور لافت على الساحة السورية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلاتها في ريفي القنيطرة ودرعا، حيث دخلت صباح الجمعة دورية مؤلفة من ست مركبات عسكرية من جهة الجولان المحتل إلى بلدة عابدين في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، واعتقلت ثلاثة شبان قبل أن تفرج عنهم لاحقًا، كما توغلت أربع آليات إسرائيلية في قرية العجرف بالقنيطرة، حيث فتشت عدداً من المنازل ونصبت حاجزاً عسكرياً، في مشهد يعكس مساعي الاحتلال لترسيخ وجوده داخل الأراضي السورية.

وعلق الدكتور طارق البرديسي الخبير في الشؤون الدولية، قائلًا: إن الجيش الإسرائيلي لم يعد يختلف كثيرًا عن جيوش الغزاة عبر التاريخ مثل جيش هتلر وهولاكو وجنكيز خان، إذ تحول إلى قوة منفلتة بلا أي ضوابط أو مرجعيات قانونية أو سياسية أو أخلاقية.
وأضاف البردسيي" في تصريح خاص لــ"نيوز رووم"، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس هذا التوجه العدواني، حيث يتحدث عن أطماع في اجتياح دول عربية واقتطاع أجزاء من مصر والعراق والسعودية والأردن وفلسطين.
أفعال عصابات إجرامية
وأشار خبير الشؤون الدولية، إلى أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي لا يخرج عن كونه أفعال عصابات إجرامية تفتقر لأي التزام أخلاقي، في الوقت الذي يحاولون فيه الترويج لكونه أكثر جيوش العالم التزامًا بالأخلاق، وهو ما يتناقض مع انتهاكاته المتكررة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهز كل فرصة للتوغل والسيطرة، كما حدث مؤخرًا في الجنوب السوري، حيث استولى على عدة قرى في القنيطرة ودرعا، في محاولة لترسيخ وجود دائم هناك، بما يشمل أيضًا أطماعه في سوريا ولبنان وأجزاء من السعودية ومصر.
وأكد البرديسي أن ما يجري ليس مجرد أوهام أو تصريحات، بل خطة تُنفذ على الأرض في ظل صمت المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة باتت تبدو متواطئة أو عاجزة عن وقف هذه الممارسات الإجرامية.

فيما أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن تصريحات نتنياهو حول ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" لم تكن مجرد كلمات عفوية، بل جاءت لتغذي أطماع اليمين المتطرف الذي يطالب باحتلال ما تبقى من الضفة الغربية وقطاع غزة، والسيطرة على نهر الأردن والتوسع باتجاه سوريا.
وأوضح "الرقب" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن اللقاءات السرية التي جرت بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين من الاحتلال الإسرائيلي لم تمنع إسرائيل من التوغل داخل الأراضي السورية والسيطرة على مواقع استراتيجية، في إطار مشروعها التوسعي المرتبط بفكرة "إسرائيل الكبرى".
حلم اسرائيل الكبري وهم زغرور
وأضاف أن المثير للدهشة أن عدد اليهود في العالم لا يتجاوز 15 مليون نسمة، ورغم ذلك يطالب بعض المتطرفين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي العربية لإقامة دولة كبرى، في الوقت الذي لا تتوافر فيه الكثافة السكانية لملء هذه المناطق.
وشدد الرقب على أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من الغرور والعنجهية، تجعله يستهين بأي خطوة عدوانية ويمضي في تنفيذ مشاريعه التوسعية بلا رادع.