عاجل

بعد هدير عبدالرازق.. أمين الفتوى يوضح حكم نشر البلوجر للفيديوهات المخلة| خاص

الدكتور هشام ربيع
الدكتور هشام ربيع

في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي وتحوّلها إلى منصات رئيسية للتأثير على وعي الشباب وتشكيل سلوكياتهم، تزايد الجدل مؤخرًا حول حكم نشر البلوجر للفيديوهات المخلة، بعدما لجأ بعض صناع المحتوى إلى بث مقاطع وُصفت بأنها غير أخلاقية بهدف جذب التفاعل وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.

قال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء إن التَّطوُّر التكنولوجي الهائل يَفْرِض علينا الاستفادة مِن أدواته لتحقيق التَّقدُّم والمنفعة، وهو ما يشجِّع عليه الإسلام، شريطة أن تكون هذه الاستفادة مسؤولة ومنضبطة بقيم الشريعة الإسلامي التي تضع حدودًا واضحة لحماية كرامة الإنسان وخصوصيته.

فيديو هدير عبد الرازق المخل يتصدر.. ما حكم نشر البلوجر للفيديوهات المخلة؟ 

وتابع أمين الفتوى في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: استغلال التكنولوجيا في التلصص، أو تتبع الناس، أو تهديد استقرار المجتمع وقيمه التربوية، هو خروج عن المنهج القويم وتحويل لأداة نافعة إلى وسيلة للهدم.

ولفت أمين الفتوى إلى أن "الإعلام الرقمي" على انتشاره وسرعة التأثير فيه يُقَدِّم نماذج قد تَخْرُج عن هذه القيم والآداب، ومنها بعض فئة "البلوجر: Blogger"، وتطلق على مُقدِّمي المحتوى المرئي على المنصات-، إذ يقومون في بعض محتواهم بنشر فضائح أخلاقية -لهم أو لغيرهم- من أجل زيادة التفاعل (تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا) حول ما نُشِر، بل كثيرٌ مِن مقاطع الفيديو القصيرة التي تحكي نصائح وقصص مِن صانعي المحتوى هؤلاء بهذه الكيفية لا تختلف في حقيقتها عمَّا يُقدِّمه بائعو الـمُخدِّرات، فكلاهما إدمان ومُدمِّر ومنتشر، بل وثراؤه سريع.

وأكد أن نشر هذه المقاطع غير الأخلاقية فيه إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الحق سبحانه وتعالى؛ في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].  

إشاعة الفاحشة

وشدد أمين الفتوى بدار الإفتاء على أن الآية عامة في الذين يَلتمسون العورات، ويهتكون الستور، ويشيعون الفواحش، وقد جَعَل الإسلام إشاعة الفاحشة وفعلها في الوِزْر سواء؛ لعظم الضرر المترتب في الحالتين؛ فقد أخرج الإمام البخاري في "الأدب"، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء»، وقال عطاء رضي الله عنه‏: «من أشاع الفاحشة فعليه النكال، وإن كان صادقًا» (أخرجه ابن أبي حاتم).

كما رَتَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جريمة إشاعة الفاحشة عقوبة عظيمة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمةٍ هو منها برئ يشينه بها في الدنيا؛ كان حقًّا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال» (رواه الطبراني).

كما أَنَّ نشر مثل هذه الفضائح الأخلاقية مِن قِبَل "البلوجر" يتنافى كليًا مع حَثِّ الشرع الشريف على السَّتْر والاستتار؛ لأنَّ أمور العباد الخاصة بهم مبنية على الستر؛ فلا يصح من أحد أن يكشف ستر الله عليه ولا على غيره؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (رواه مسلم).

وفي رواية لابن ماجه: «منْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ».

واختتم أمين الفتوى بالقول: رسالتي لأولياء الأمور: ضرورة وقاية أبنائهم من الانسياق وراء هذا المحتوى الهزلي الذي يُقدَّم تحت ستار الترفيه، مع أهمية توجيههم نحو ترفيهٍ بديلٍ هادفٍ ومناسبٍ.

الداخلية تضبط المخالفين

في الأسابيع الأخيرة، شهدت مصر حملة متصاعدة من الجهات الأمنية والقضائية لضبط البلوجرز واليوتيوبرز الذين ينشرون محتوى يُخرجهم عن الآداب العامة ويشكّل خطرًا على قيم المجتمع. وجاء ذلك وسط جدل واسع على مواقع التواصل حول حدود حرية التعبير الرقمي، وما إذا كان بعض صناع المحتوى قد تجاوزوا الخطوط الحمراء تحت شعار "الترفيه" أو "زيادة التفاعل".

ومن أبرز هذه القضايا إلقاء القبض على البلوجر هدير عبد الرازق، بعد تداول فيديوهات وصفت بـ"المخلة بالحياء"، حيث واجهت تهماً رسمية تتعلق بـ"الفجور والتحريض على القيم الأسرية".

تم نسخ الرابط