عاجل

في لحظات المحن واختبارات التاريخ تثبت مصر دومًا أنها الحصن والسند، لا تبحث عن مديح ولا تنتظر تصفيقًا لأنها تسير على درب وطني واضح لا يحيد عن مبادئه، وموقفها من القضية الفلسطينية ليس محل نقاش ولا موضع تبرير، فهو جزء من هويتها السياسية والثقافية والإنسانية قبل أن يكون موقفًا رسميًا.

إن مصر لا تحتاج إلى تفسير لمواقفها، ولا إلى دفاع عما هو راسخ في سجلها التاريخي من دعم غير مشروط للحق الفلسطيني سياسيًا وشعبيًا وعسكريًا وإنسانيًا منذ النكبة وحتى اليوم، من يملك ذاكرة نزيهة يدرك أن مصر دفعت من دماء أبنائها ثمناً غالياً دفاعًا عن فلسطين ولن تتوقف عن دعمها في كل المحافل والميادين.

أما من اختار المزايدة على مصر أو مارس التحريض ضدها في لحظة تاريخية شديدة التعقيد تمر بها المنطقة، فليعلم أن الشعب المصري لا ينسى ولن يغفر لمن تعمد الإساءة أو التوريط أو التخوين.

لسنا في حاجة لإثبات موقفنا، ولسنا على استعداد للانجرار إلى فخاخ الفوضى التي تنصب بإتقان على حدودنا، مصر لديها قيادة سياسية حكيمة ورشيدة وقوات مسلحة قوية تعرف متى تتحرك وكيف تتحرك ولمن تتحرك، وسنظل كما كنا دولة عاقلة ذات ضمير، تعرف معنى المسؤولية، وتدرك ثمن المغامرات في زمن لا يرحم.

دعمنا للقضية الفلسطينية سياسيًا وشعبيًا وإنسانيًا لم يكن يومًا منة، بل هو واجب وحق طبيعي لكل عربي حر وشريف، نحن لا ننتظر جزاءً ولا شكورًا، ولا نرفع راية النضال بحثًا عن تصفيق زائف أو بطولة مؤقتة، نحن نقف مع فلسطين لأننا نملك ضميرًا لا يساوم على القضايا العادلة ولا يُباع في سوق المصالح، ففلسطين قضيتنا الأولى وواجبنا الأصيل الذي لا يسقط بالتقادم.

مصر بتاريخها وقيادتها وشعبها وجيشها لم تتاجر يومًا بمواقفها ولم تساوم على مبادئها، نعرف تمامًا ما يحاك لنا وندرك أبعاد المؤامرة المحكمة التي تستهدف وطنًا مستقرًا وحدوده من نار، ولن ندفع وحدنا ثمن حرب مفتوحة، بينما يختبئ المزايدون خلف شعارات فارغة لا يسمع لهم صوت إلا حين يتعلق الأمر بالهجوم على مصر.

في الوقت الذي اختار فيه البعض أن يلخص دعمه للقضية في مزايداته علينا، كانت مصر تفتح معابرها وتسير قوافلها وتدير معاركها السياسية والدبلوماسية بوعي ومسؤولية دون أن تقحم شعبها في نيران لا ينجو منها أحد.

تسقط كل الأصوات الخائنة، ويسقط كل من تآمر على مصر أو حاول الطعن في نبل مواقفها، وستظل مصر قيادة وجيشًا وشعبًا في رباط إلى يوم الدين، عقولنا يقظة وقلوبنا لا تنام، وسياج الوطن محروس بوعي شعبه وحكمة قيادته.

تم نسخ الرابط