عم طه.. عامل مزلقان ينقذ شاب من موت محقق تحت عجلات القطار في بني سويف

لم يكن مساء يوم الجمعة في محطة قطار السادات بمحافظة بني سويف عاديا، فقد شهد لحظة فارقة تحولت إلى قصة بطولية حديث الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بطلها عامل بسيط يدعى طه، أو كما يناديه الجميع بحب وود "عم طه"، الذي أثبت أن البطولة لا تحتاج إلى أوسمة أو أضواء، بل إلى قلب يقظ وإرادة قوية.
عامل مزلقان ينقذ شاب من الموت تحت عجلات القطار
القصة بدأت حين حاول شاب عشريني عبور المزلقان بعد إغلاقه، في لحظة لم يحسب فيها حساب الخطر، كان يستعجل الوصول إلى الجهة الأخرى، ولم ينتبه لاقتراب القطار بسرعة هائلة، صرخ بعض المارة لتحذيره، لكن الشاب واصل العبور بخطوات مترددة، وكأن القدر يقوده نحو مواجهة مأساوية مع الموت.
في تلك اللحظة العصيبة كان "عم طه" يراقب الموقف بعين يقظة، لم يتردد للحظة واحدة، فانطلق مسرعا بكل ما أوتي من قوة نحو الشاب، الذي كان قد اقترب من القضبان، أمسك به بقوة من ذراعه، وسحبه بعيدا عن مسار القطار في آخر ثانية ممكنة، وما هي إلا لحظات حتى مر القطار مسرعا محدث دوي هائلًا، تارك خلفه غبارا كثيف وصوت صفير دوى في المكان، بينما ظل الجميع يحدقون في المشهد بذهول.
يقول أحد شهود العيان الناس كلها اتجمدت مكانها من الخوف، محدش كان قادر يتحرك، إلا عم طه اللي جري من غير ما يفكر وأنقذ الولد، لو اتأخر ثانية واحدة كان زمانا بنحكي دلوقتي عن كارثة، مضيفا أن الموقف جسد شجاعة نادرة لرجل اعتاد أن يؤدي عمله بإخلاص في صمت.
الفيديو الذي التقطه أحد المواطنين انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر فيه "عم طه" وهو يسحب الشاب قبل ثوان من مرور القطار.
وقد انهالت التعليقات على المقطع، مشيدة ببطولته ومطالبين بتكريمه، حيث كتب أحدهم الراجل ده أنقذ روح، وده أكبر وسام ممكن ياخده بني آدم، فيما علق آخر مش لازم يكون فيه سيف ودرع علشان نقول بطل البطولة إنك تنقذ حياة إنسان، ليتحول العامل البسيط إلى رمز للإنسانية والشجاعة في لحظة.
وطالب الأهالي ورواد السوشيال ميديا بضرورة تكريم "عم طه" معتبرين أن موقفه الإنساني البطولي يستحق التقدير، وأن ما قام به رسالة واضحة عن قيمة الإخلاص والتفاني في العمل.