محسن: حصار وتجويع الشعب الفلسطيني جريمة حرب تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا

أكّد أحمد محسن، أمين التنظيم بحزب الجيل، أن إعلان الأمم المتحدة رسميًا وقوع المجاعة في غزة لأول مرة يعد جرس إنذار خطير على حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأشار محسن، في تصريحات صحفية اليوم، إلى أن ما تشهده غزة من حصار وتجويع متعمد يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته العاجلة في وقف العدوان وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.
وشدد أمين التنظيم بحزب الجيل على أن استمرار الصمت الدولي حيال هذه الجرائم يعطي إسرائيل غطاءً لمزيد من الانتهاكات، محذرًا من أن تفاقم الكارثة الإنسانية سيترك تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي بأسره.
المجاعة في غزة
واختتم محسن تصريحه بالتأكيد على موقف حزب الجيل الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا القوى الوطنية العربية إلى توحيد جهودها للضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة.
وصرحت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بشكل رسمي المجاعة في غزة، ليعتبر ذلك الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إذ أفاد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن هناك أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة، يمرون بظروف كارثية، ليتم وضعهم في المرحلة الـ5 من التصنيف، وتعاني هذه الفئة تحديدًا من الجوع الشديد والموت وقلة المستويات وسوء التغذية الحاد.
المرحلة الرابعة هي انعدام الأمن الغذائي الحاد
أفاد التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر أي ما يعادل نحو (54% من السكان)، يواجهون المرحلة الرابعة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد ، إلى جانب أن 396 ألفا (20% من السكان) يندرجون ضمن قائمة المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد
ماهو التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي؟
تجدر الإشارة إلى أن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، هو مبادرة عالمية تضم وكالات من الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة، ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.
استمرار تدهور الأوضاع في غزة
يتوقع التصنيف تدهور الأوضاع في غزة في الفترة بين منتصف آب/أغسطس حتى نهاية أيلول/سبتمبر 2025 لتمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس، وخلال هذه الفترة يُتوقع أن يواجه نحو ثلث السكان (641 ألف شخص) ظروفا كارثية لأصحاب المرحلة الخامسة للتصنيف، إذ يتوقع أن يستمر تفاقم سوء التغذية الحاد بشكل سريع.
قالت وكالات الأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة، بما فيها تصاعد القتال وتكرار النزوح وتشديد الحظر على الوصول الإنساني، فاقمت الوضع الإنساني، وذكرت أن الأثر التراكمي لتلك العوامل دفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة حيث يُقيد بشدة وصول غالبية السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
يُعد ذلك التصنيف أسوأ تدهور للوضع منذ أن بدأ التصنيف تحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة، والمرة الأولى التي يتم فيها تأكيد حدوث مجاعة بشكل رسمي في منطقة الشرق الأوسط.
الأمم المتحدة تناشد بضرورة وقف المجاعة
أكدت الأمم المتحدة ضرورة وقف المجاعة بكل السبل، وشددت على أهمية وقف إطلاق النار للسماح بالوصول الإنساني واسع النطاق وبدون عوائق لإنقاذ الأرواح.
كارثة من صنع البشر
أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية، مضيفًا في بيان صحفي أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة:«الناس يتضورون جوعا، الأطفال يموتون، ومن يتحملون واجب العمل، يفشلون باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، على إسرائيل التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي بما في ذلك واجب ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان، لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع بإفلات من العقاب».
أكد غوتيريش في بيانه عدم السماح بمزيد من الأعذار وأن الوقت للعمل هو الآن وليس الغد، وقال: «نحتاج إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، الإفراج فورا عن جميع الرهائن والوصول الإنساني الكامل بدون عوائق».