عاجل

خبير إسرائيلي: مجاعة غزة جزء من "هندسة ممنهجة للتجويع" ضمن حرب إبادة جماعية

مجاعة في قطاع غزة
مجاعة في قطاع غزة

قال الدكتور مراد حرفوش، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن إعلان الأمم المتحدة عن وقوع مجاعة في قطاع غزة يُضاف إلى سلسلة طويلة من التقارير الدولية التي تكشف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن ما يحدث هو "هندسة ممنهجة للتجويع ضمن فصل من فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

تجاهل متعمد للمجتمع الدولي

وأكد حرفوش خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة لا تأبه بأي من هذه التقارير أو الإدانات الدولية، طالما أنها تحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، التي توفر لها الحماية الكاملة في المحافل الدولية.

وأشار إلى أن إعلان المجاعة في غزة، والذي صدر استنادًا إلى بيانات وتقارير أممية موثوقة، يُفترض أن يشكل أداة ضغط على إسرائيل لرفع الحصار، وفتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، إلا أن الواقع يشير إلى "عدم وجود أي استجابة إسرائيلية حقيقية"، بل على العكس، تتجه الأمور نحو مزيد من التصعيد.

مجاعة موثقة وجرائم بالصوت والصورة

ونوه الخبير بالشؤون الإسرائيلية إلى أن التقارير الدولية تشير بوضوح إلى سقوط مئات الفلسطينين جراء سوء التغذية، بينهم أكثر من 112 طفلًا فلسطينيًا فقدوا حياتهم بسبب الجوع، وسط صمت دولي مخزٍ، رغم توثيق هذه الجرائم بالصوت والصورة.

وقال إن المفوض العام لوكالة "الأونروا" كان قد حذر مرارًا من المجاعة المتفاقمة، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي بما يتناسب مع حجم الكارثة، معتبرًا أن ما يجري هو "حرب منظمة لتجويع الفلسطينيين، تمهيدًا لترحيلهم قسرًا من القطاع".

تصعيد ميداني وتكثيف للحصار

وأوضح حرفوش أن إسرائيل صادقت مؤخرًا على تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في جنوب قطاع غزة، تهدف إلى دفع أكثر من مليون فلسطيني للنزوح من مناطقهم، وحشرهم في رقعة ضيقة أشبه بالشريط الحدودي في منطقة "المواصي"، ما يُعد استكمالًا لخطة التطهير العرقي.

وأكد أن سياسات إسرائيل لا تقتصر على استخدام القوة العسكرية، بل تمتد لتشمل "تجويعًا ممنهجًا" كوسيلة لفرض واقع جديد على الأرض، وتحقيق أهداف اليمين الإسرائيلي بتهجير السكان وتفريغ القطاع من أهله.

الانتقال من الأقوال إلى الأفعال

وأشار إلى أن المواقف الدولية، رغم أهميتها الرمزية، لا تزال في إطار الأقوال، موضحًا أن الاحتلال لن يتراجع عن سياساته ما لم يتم الانتقال إلى الأفعال، كفرض عقوبات دولية، أو وقف الدعم السياسي والعسكري.

وقال حرفوش إن 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي طالبت بإدخال المساعدات إلى غزة، لكن إسرائيل تجاهلت هذه المطالب تمامًا، كما تجاهلت كافة الدعوات لوقف إطلاق النار منذ بداية الحرب.

تم نسخ الرابط