عاجل

خطة نتنياهو لاحتلال غزة.. ما الذي بقي من مدينة أنهكها الدمار؟

غزة
غزة

تشير التطورات الميدانية الأخيرة في قطاع غزة إلى أن إسرائيل بدأت تنفيذ خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، حتى قبل الحصول على الموافقة الرسمية من الحكومة الموسعة.

وقد تم إعطاء التعليمات من قبل نتنياهو لتسريع تنفيذ هذه الخطة، تزامنًا مع قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء 60 ألف جندي احتياطي، وذلك عقب تصديق مجلس الوزراء الأمني المصغّر عليها في خطوة أولى.

ما حجم الخسائر في غزة؟

وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب 60 ألفاً، بينهم أكثر من 28 ألف امرأة وفتاة، وبينما تشكك إسرائيل في هذه الأرقام، إلا أن الأمم المتحدة والعديد من الحكومات الغربية تتعامل معها كمصدر موثوق.

وبينما يتساءل كثيرون عن الغاية الإسرائيلية من الاستمرار في القتال بعد كل هذا الدمار، تبرز أسئلة حول ما تبقى فعلياً من غزة، سواء من سكانها أو بنيتها التحتية.

ما ملامح العملية العسكرية الجديدة؟

بحسب صحيفة التايمز البريطانية، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مدينة غزة تشير إلى أن العملية العسكرية بدأت فعليًا، مع استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوغلات برية عنيفة داخل المدينة. 

وذكرت الصحيفة أن القتال المتوقع سيكون من مسافة قريبة ومعقداً، نظراً لشبكة الأنفاق التابعة لحماس والتي تسمح لمقاتليها بالتنقل والاختباء وشن الكمائن.

ومن اللافت أن التصعيد الأخير جاء رغم قبول حركة حماس مؤخرًا باقتراح هدنة مشابه لذلك الذي وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة قبل أشهر، ما يُثير تساؤلات حول نوايا تل أبيب من التصعيد الجديد.

لماذا تصر إسرائيل على التصعيد؟

رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكن من السيطرة على معظم مناطق غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تحقق حتى الآن كافة أهدافها، والتي تشمل القضاء التام على حماس، وتحرير من تبقى من الرهائن، ودفع سكان القطاع  البالغ عددهم نحو 2.1 مليون  إلى مغادرة المنطقة.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن حوالي 20 رهينة لا يزالون محتجزين داخل مدينة غزة، وهي المنطقة التي تتعرض الآن لأعنف قصف منذ بدء الحرب، دون أن تكون قد خضعت سابقًا لاحتلال كامل من قبل الجيش.

موافقة حماس ورفض إسرائيل وقف الحرب؟

الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أسفرت عن تبادل رهائن بأسرى فلسطينيين، وانسحاب جزئي للقوات. غير أن محاولة التوصل إلى هدنة في مارس الماضي انهارت سريعاً، وتبعتها حملة عسكرية إسرائيلية موسعة شملت فرض حصار خانق على القطاع.

ومؤخرًا، قبلت حماس وساطة مصرية قطرية تقضي بوقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن تدريجياً، لكن إسرائيل ترفض هذا الطرح وتُصر على الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، في المقابل أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن هو "تدمير حماس بالكامل".

كيف ينظر العالم إلى التصعيد الإسرائيلي؟

رغم الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل، إلا أن الانتقادات الدولية تتزايد، حتى من حلفاء تقليديين، فقد وصفت ألمانيا، أحد أقوى الداعمين لإسرائيل، التصعيد بأنه غير مقبول، بينما انضمت أستراليا إلى فرنسا وعدد من الدول الأخرى في الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذراً من حجم الضحايا المتزايد جراء العملية الجديدة.

كيف أصبح شكل غزة بعد 10 أشهر من الحرب؟

بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 90% من المباني السكنية في غزة إما دُمرت بالكامل أو تعرضت لأضرار جسيمة. كما تم تدمير جزء كبير من الأراضي الزراعية، مما جعل القطاع شبه غير صالح للعيش.

ويعيش معظم السكان الآن في ما تُعرف بـ"المناطق الإنسانية"، في خيام أو ملاجئ مؤقتة، وقد حذرت منظمات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، بسبب نقص المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، وسط استمرار الحصار وإغلاق المعابر.

تم نسخ الرابط