أمريكا ترحب بتحقيقات الحكومة السورية في أحداث السويداء وتصفها بالخطوة المهمة
رحبت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، دوروثي شيا، بالتحقيقات التي أعلنت عنها الحكومة السورية فيما يخص أحداث محافظة السويداء الأخيرة، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل مؤشرًا مهمًا نحو التعامل بجدية مع المطالب الشعبية ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات.
الموقف الأمريكي من السويداء
وأوضحت دوروثي شيا، في كلمة لها نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الولايات المتحدة تدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وتعتبر أن أي جهود لمراجعة الأوضاع الداخلية يجب أن تصب في مصلحة الشعب السوري أولًا وأخيرًا.
وأضافت دوروثي شيا أن الأحداث التي شهدتها السويداء خلال الفترة الماضية تستدعي معالجة جادة، مشيرة إلى أن الحوار الشامل بين الحكومة السورية ومختلف مكونات الشعب هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم وتجنب تكرار الأزمات.
دعم أمريكي لوحدة سوريا
وأكدت دوروثي شيا أن واشنطن تتمسك بموقفها الثابت الداعم لـ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، رافضة أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض حلول عسكرية على حساب الحلول السياسية، مشددة على أن الولايات المتحدة تتابع بقلق التطورات في الداخل السوري، لكنها ترى أن الحل الأمثل يجب أن يكون سوريًا – سوريًا عبر الحوار الوطني.
ولفتت دوروثي شيا إلى أن المجتمع الدولي يدرك حجم التحديات التي يواجهها السوريون، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الإنساني، وهو ما يجعل الحاجة إلى توافق داخلي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
دعوة إلى الحوار الوطني
ودعت دوروثي شيا الحكومة السورية إلى الانخراط بجدية في حوار شامل مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية، من أجل التوصل إلى حلول عادلة ومستدامة تلبي تطلعات المواطنين، مشيرة إلى أن استبعاد الحوار أو الاكتفاء بالحلول الأمنية لا يمكن أن يحقق استقرارًا حقيقيًا، بل قد يفاقم من حدة التوترات ويعيد إنتاج الأزمات.
وأضافت دوروثي شيا أن المجتمع الدولي على استعداد لتقديم الدعم الفني واللوجستي لأي مسار حوار وطني يفضي إلى نتائج ملموسة، مؤكدة أن الشعب السوري يستحق مستقبلًا أفضل بعد سنوات طويلة من الحرب والأزمات.
بؤرة احتجاجات متكررة
وشهدت محافظة السويداء في الأشهر الأخيرة احتجاجات ومظاهرات متكررة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار ونقص الخدمات الأساسية، ما دفع الحكومة السورية إلى الإعلان عن فتح تحقيقات لمراجعة ملابسات هذه الأحداث، ورأت دوروثي شيا أن إعلان الحكومة عن تلك التحقيقات يعد خطوة مهمة ينبغي البناء عليها لتعزيز الثقة بين الدولة والمواطن.
وأوضحت دوروثي شيا أن معالجة هذه القضايا الداخلية يجب أن تتم في إطار من الشفافية والمساءلة، بما يضمن تحقيق العدالة ويمنع تكرار الأحداث ذاتها مستقبلًا.
موقف المجتمع الدولي
وبيّنت دوروثي شيا أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات في سوريا، مشيرة إلى أن هناك توافقًا متزايدًا داخل مجلس الأمن على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية. وأضافت أن استمرار الوضع الراهن لن يخدم سوى الجماعات المتطرفة ويعمق من معاناة المدنيين.
وأكدت دوروثي شيا أن الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع شركائها في مجلس الأمن لدعم أي خطوات إيجابية تقوم بها الحكومة السورية، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة التزام دمشق بقرارات الشرعية الدولية والعمل على تهيئة مناخ ملائم للحوار والمصالحة الوطنية.
ختام وتحذير أمريكي
وفي ختام تصريحاتها، شددت دوروثي شيا على أن تجاهل المطالب الشعبية أو التعامل معها بطرق قمعية سيؤدي إلى تعقيد المشهد السوري أكثر فأكثر، داعية إلى إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات سياسية ضيقة.
كما ذكرت دوروثي شيا أن واشنطن لن تتراجع عن دعمها للشعب السوري في مساعيه نحو الحرية والاستقرار، وستظل تضغط من أجل حل سياسي عادل يحفظ سيادة سوريا ووحدتها.
تجاهل المطالب الشعبية
وختمت دوروثي شيا بالقول إن الفرصة لا تزال قائمة أمام الحكومة السورية للانخراط في عملية إصلاح حقيقية عبر الحوار، معتبرة أن أي تأخير في هذا المسار سيضاعف من الأعباء على الدولة والشعب معًا، وسيطيل من أمد الأزمة الإنسانية والسياسية.
