القمة المصرية–السعودية.. ما الملفات الشائكة التي تبحثها قمة القاهرة والرياض؟

قال الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، إن القمة المصرية والسعودية تأتي في توقيت شديد الحساسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، في ظل تصاعد التوترات ورفض الاحتلال الإسرائيلي الانصياع للمطالب العربية بوقف إطلاق النار، وعرقلته المستمرة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
المنطقة تمر حالياً بمرحلة من التعقيد غير المسبوق
وأوضح عمران، في مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن المنطقة تمر حالياً بمرحلة من التعقيد غير المسبوق، نتيجة تشابك الأزمات في عدد من الدول، مثل سوريا ولبنان والسودان، إلى جانب التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي تمثل في مناورات عسكرية أجرتها تل أبيب في البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، لا سيما الأمن المصري والسعودي.
وأشار إلى أن ما يميز هذه القمة هو ما تحمله من دلالات على تطابق الرؤى بين القاهرة والرياض، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ تتمسك الدولتان بثوابت واضحة تجاه دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تصفية قضيته العادلة.
كما أكد أن مصر رفضت مراراً الانخراط في أي ترتيبات تهدف إلى الالتفاف على الحقوق الفلسطينية، أو القفز على استحقاق إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبدورها، أكدت السعودية أكثر من مرة، على لسان ولي العهد ووزير الخارجية، أن أي تقدم في ملف التطبيع مع إسرائيل مرهون بتحقيق هذا الهدف السياسي الأساسي.
الزيارة تُعد تحركًا استراتيجيًا يهدف إلى "إعادة ترتيب الأوراق"
ونوه أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذه الزيارة تُعد تحركًا استراتيجيًا يهدف إلى "إعادة ترتيب الأوراق"، ومحاولة خلق موقف عربي موحد في مواجهة التحديات المتسارعة التي تضرب المنطقة، مشيراً إلى أن كلا من مصر والسعودية تمثلان أكبر قوتين إقليميتين، وأي تقارب أو تنسيق بينهما من شأنه أن يغير كثيرًا من المعادلات القائمة.
واعتبر عمران أن هذه القمة قد تمثل تمهيدًا لمزيد من الحراك السياسي العربي، وربما لعقد قمة عربية موسعة مستقبلاً تبحث سبل التعامل مع التحديات الراهنة، مشددًا على أن التفاهم المصري السعودي يعكس إدراكًا سياسيًا عميقًا من القيادتين لطبيعة المرحلة، وما تتطلبه من تحركات دقيقة ومنسقة.
وأوضح في ختام حديثه أن هذه القمة ترسل رسائل واضحة لكل من يراهن على تفكك الصف العربي، مؤكداً أن القاهرة والرياض تتحركان بثبات نحو بلورة رؤية إقليمية موحدة قادرة على حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لأي محاولات للمساس بسيادته أو استقراره.