مدير المركز العربي للدراسات السياسية يوضح أهمية زيارة الرئيس السيسي للسعودية

أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية تحمل دلالات سياسية واستراتيجية بالغة الأهمية، وتعكس عمق العلاقات الثنائية بين القاهرة والرياض على مختلف المستويات.
الشراكة المصرية السعودية
أوضح إسماعيل في مداخلة عبر تقنية "زووم"، عبر قناة "إكسترا نيوز" أن الشراكة المصرية السعودية تُعد نموذجًا فريدًا للتعاون الاستراتيجي في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تمتد إلى الجوانب السياسية والاقتصادية، حيث تُعد السعودية أكبر مستثمر عربي في مصر، في حين توجد استثمارات مصرية بارزة داخل المملكة.
وأشار إلى وجود لجان تنسيقية مشتركة تعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية في ظل تطورات المشهد الإقليمي، وعلى رأسه الأزمة في قطاع غزة.
الملف الفلسطيني
وفيما يخص الملف الفلسطيني، نوه صادق إلى أن هناك رؤية مصرية-سعودية-قطرية متكاملة لحل الأزمة، تقوم على تفعيل المبادرة المصرية القطرية، وفتح كافة المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية، والبدء في مسار سياسي حقيقي يعزز فرص التهدئة المستدامة وإعادة الإعمار.
وأكد أن الرياض تدعم الجهود المصرية الدبلوماسية، وتتقاطع رؤيتها مع القاهرة في ضرورة الدفع نحو حل سياسي شامل، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي ليس جديدًا، بل هو امتداد لمواقف تاريخية بارزة، منها مبادرة الأمير عبد الله عام 2001، وصندوق الأقصى الذي أُطلق بموجب مؤتمر بيروت عام 2002.
التنسيق العربي المشترك بقيادة مصر والسعودية وقطر والإمارات
كما أوضح أن التنسيق العربي المشترك، بقيادة مصر والسعودية وقطر والإمارات، أصبح ضرورة ملحة في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي، ورفضه للمقترح المصري القطري الأخير، مشيرًا إلى أهمية الضغط على القوى الدولية الكبرى (كالولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا، والصين) لتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الضغط المؤسسي من خلال جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي يمكن أن يُحدث فرقًا في موازين التأثير السياسي، لاسيما مع احتمالات تصعيد عسكري إسرائيلي واسع، وصفه بـ"نكتة سخيفة" في ضوء تعقيد الأوضاع على الأرض واحتمال استمرار العمليات لأكثر من عام.
السعودية تسعى إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية
وحول الشق الاقتصادي من الزيارة، أشار صادق إلى أن السعودية تسعى إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية، وتضع مصر على رأس قائمة شركائها الاستراتيجيين، متوقعًا تدفق مزيد من الاستثمارات السعودية إلى مصر في مجالات البناء، السياحة، الصناعات التحويلية والتكميلية.
كما نوه إلى أن هذه الشراكة لا تقتصر على البُعدين المصري والسعودي فقط، بل قد تصبح نموذجًا يحتذى به لدفع الدول العربية الأخرى نحو مزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري في إطار عربي مشترك يعزز فرص التنمية المستدامة ويخلق مزيدًا من فرص العمل.