عاجل

«مشروع الاستيطان E1».. حسام الدين حسين يسلط الضوء على أخطر توسع استيطاني

الإعلامي حسام الدين
الإعلامي حسام الدين حسين

استعرض الإعلامي حسام الدين حسين، تفاصيل القرار الإسرائيلي الأخير بالمضي قدماً في تنفيذ المشروع الاستيطاني "E1" شرق مدينة القدس، وهو المشروع الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أخطر المخططات الهادفة إلى تقويض أي إمكانية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأشار حسام الدين حسين، خلال تقديم برنامجه “90 دقيقة” المذاع عبر شاشة قناة المحور الفضائية، إلى أن هذا التطور يأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ يتزامن مع صمت إسرائيل المستمر تجاه المقترح المصري – القطري المدعوم أمريكياً لوقف إطلاق النار في غزة، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة، خاصة بعد العمليات النوعية الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.

مشروع E1 .. ربط المستوطنات

وأوضح أن مشروع E1 ليس جديداً، إذ تسعى إسرائيل لتمريره منذ أكثر من 20 عاماً رغم المعارضة الدولية الواسعة. ويستهدف المخطط إقامة 3400 وحدة استيطانية على مساحة تقارب 12 مليون متر مربع من الأراضي الفلسطينية شرق القدس.

وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الكبرى المحيطة بها، بما يؤدي إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل القدس الشرقية تماماً عن الامتداد الفلسطيني، مما يقوض عملياً أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً، ويجعل الفلسطينيين أمام واقع أشبه بالكانتونات المعزولة.

تداعيات المشروع على الفلسطينيين

بحسب ما أورده حسام الدين حسين، فإن تنفيذ مشروع E1 سيؤدي إلى قطع الروابط الجغرافية بين مدينتي رام الله وبيت لحم، ما يضطر الفلسطينيين إلى سلوك طرق أطول والمرور عبر عشرات نقاط التفتيش الإسرائيلية، هذه الإجراءات ستضيف ساعات مرهقة إلى رحلاتهم اليومية، وتزيد من معاناتهم الإنسانية والمعيشية.

وأكد أن مثل هذه السياسات تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع يسعى من خلالها الاحتلال إلى فرض واقع ديموغرافي وجغرافي جديد، يُفرغ أي حلول سياسية من مضمونها، ويضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع يصعب التراجع عنه.

إدانات متكررة ورفض قاطع

ولفت إلى أن مشروع E1 واجه رفضاً عربياً ودولياً منذ الإعلان عنه، إذ صدرت بيانات استنكار من مصر والأردن، مشددًا على رفض التوسع الاستيطاني واعتباره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأردف حسام الدين حسين: "كانت المواقف العربية واضحة وحاسمة، حيث أدانت الأردن المشروع بشدة، معتبرة أنه يشكل تهديداً مباشراً لفرص السلام العادل والشامل، فيما أكدت مصر تمسكها بحل الدولتين ورفضها القاطع لأي محاولات لفرض واقع استيطاني يهدد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

ارتباط الاستيطان بتطورات غزة 

وأشار إلى أن الإعلان عن المشروع الاستيطاني جاء في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة، خاصة بعد العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة واستهدفت رتلاً عسكرياً إسرائيلياً، وهو ما اعتبره المراقبون تطوراً نوعياً قد يجر إلى مواجهة أوسع.

مؤكدا أن ربط هذه التطورات ببعضها يعكس إصرار إسرائيل على المضي في مسار فرض القوة سواء عبر الاستيطان في الضفة أو العمليات العسكرية في غزة، في الوقت الذي تتحرك فيه مصر وقطر بمقترحات تهدف إلى التهدئة وإيجاد حلول سياسية للأزمة.

تهديد وجودي لحل الدولتين 

خلص حسام الدين حسين إلى أن مشروع E1 يمثل خطراً وجودياً على أي مسار سياسي جاد نحو حل الدولتين، إذ يجعل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية أمراً شبه مستحيل، ومع استمرار السياسات الاستيطانية، فإن المنطقة مهددة بمزيد من الانفجارات وعدم الاستقرار، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بجدية لوقف هذه الممارسات.

<strong>مشروع E1</strong>
مشروع E1

واختتم حسام الدين حسين بالتأكيد على أن ما يحدث اليوم ليس مجرد توسع استيطاني عابر، بل هو خطوة استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى إغلاق الباب نهائياً أمام الحلول السلمية، وهو ما يتطلب موقفاً عربياً ودولياً موحداً وقوياً للضغط على إسرائيل والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في أرضه ودولته المستقلة.

تم نسخ الرابط