عم إبراهيم.. حلاق دمياطي يكافح سرطان الحنجرة ويناشد الدعم العاجل

في إحدى قرى محافظة دمياط، يقبع عم إبراهيم، الرجل البسيط الذي قضى عمره حلاقًا يمسك المقص والموسى، في معركة صعبة ضد مرض سرطان الحنجرة، الذي أوقفه عن ممارسة مهنته التي عشقها طيلة حياته، وتركه يواجه تحديات صحية واجتماعية واقتصادية تفوق قدراته.
من مقص الحلاقة إلى معاناة المرض
عم إبراهيم، المعروف بابتسامته وطيبته في قريته، قضى سنوات طويلة يعمل بحرفية وصدق، يقطع خيوط الشعر وينثر الفرح على وجوه زبائنه، ليؤمن لقمة العيش لأسرته.
لكن المرض الخبيث تغير كل شيء فجأة، فقد أصيب بسرطان الحنجرة، الذي جعل صوته يكاد يختفي، وحال دون عمله، وأدخل حياته في دوامة من الألم والعلاج المكلف.
معاناة تكاليف العلاج وانعدام الموارد
بدأ عم إبراهيم رحلة العلاج منذ أشهر، ولكنه يواجه عبءًا ماليًا ضخمًا نتيجة تكاليف الأدوية، والفحوصات الطبية، والمتابعة الصحية الدورية التي لا غنى عنها.
ومع تراجع دخله الذي كان يعول عليه في تلبية متطلبات أسرته، أصبحت نفقات العلاج عبئًا ثقيلًا يهدد استمرار تلقيه العلاج.
في حديثه عن حالته، قال عم إبراهيم بنبرة يعتصرها الألم والأمل لـ "نيوز رووم": "كل يوم بعاني وأحاول أتمالك نفسي عشان أرجع لعملي وأعيش حياتي زي ما كنت، بس المصاريف بتضغط عليا، نفسي حد يساعدني أتمم علاجي على نفقة الدولة، لأن قدراتي خلصت، وربنا كريم."
شهود على أخلاق الرجل وأهمية دعمه
الجيران وأصدقاء عم إبراهيم يثنون على أخلاقه العالية، ويؤكدون أنه كان دومًا سندًا للجميع، ولم يلجأ لطلب المساعدة من أحد، بل كان من يمد يد العون. واليوم، يحملون همومه ويطالبون المسؤولين بسرعة التدخل لإنقاذه، مؤكدين أن أي تأخير قد يفاقم وضعه الصحي ويحرمه من فرصة الحياة.
نداءات عاجلة للمسؤولين والجمعيات الخيرية
في ظل هذه الأزمة، ناشد جيران عم إبراهيم وزملاؤه في المهنة وزارات الصحة والتضامن الاجتماعي بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير العلاج على نفقة الدولة، وتسهيل الإجراءات الإدارية دون تعقيدات قد تؤخر تقديم الدعم.
كما طالبوا الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني بالتحرك فورًا لتغطية جزء من نفقات العلاج، حتى تستكمل الجهات الحكومية الإجراءات اللازمة، مؤكّدين أن التدخل السريع قد ينقذ حياة رجل أفنى عمره في خدمة مجتمعه.
معاناة أوسع لمرضى السرطان من محدودي الدخل
قصة عم إبراهيم ليست حالة فردية فحسب، بل تعكس مأساة أوسع يعاني منها كثير من مرضى السرطان من الفئات البسيطة، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تحمل تكاليف العلاج الباهظة، ويعانون من بطء أو غياب الدعم الحكومي الفوري، ما يجعلهم في مهب المخاطر الصحية والاجتماعية.
وتفتح هذه القصة ملفًا مهمًا حول ضرورة تعزيز منظومة الدعم الصحي والاجتماعي لهؤلاء المرضى، وتسهيل حصولهم على الرعاية اللازمة في أسرع وقت ممكن، حفاظًا على حياتهم وكرامتهم الإنسانية.
أمل بالشفاء ودعوات للعون
يبقى الأمل معلقًا في قلب عم إبراهيم، الذي لا يرغب سوى في العودة إلى حياته الطبيعية، ليواصل عمله الحلال ويربي أولاده بكرامة، بعيدًا عن ألم المرض ومخاوف المستقبل.
وهكذا، تظل قصته مناشدة صامتة لكل من يملك القدرة على مد يد العون، لتكون له فرصة جديدة في الحياة، ولتؤكد أن الإنسانية لا تقاس بالكلمات، بل بالأفعال التي تنقذ حياة إنسان في أمس الحاجة إليها.