عاجل

قافلة «زاد العزة» التاسعة عشرة تنطلق نحو غزة وسط عراقيل إسرائيلية

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

أكد محمد عادل، مراسل قناة "إكسترا نيوز" من أمام المعبر، أن القافلة تأتي استمرارًا للمبادرات الإنسانية المصرية الهادفة لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الظروف القاسية التي يعيشها القطاع منذ أشهر، وشهد معبر رفح البري اليوم انطلاق القافلة التاسعة عشرة من سلسلة قوافل "زاد العزة"، المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية، في إطار الجهود المستمرة للهلال الأحمر المصري باعتباره الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات إلى قطاع غزة.

وأضاف محمد عادل، خلال مداخلة مع الإعلامي عمرو شهاب على شاشة القناة، أن القافلة توجّهت نحو معبر كرم أبو سالم لنقل المساعدات إلى الجانب الفلسطيني، وذلك بعد تجهيزها بشكل كامل وضمان مطابقتها لمتطلبات الإغاثة العاجلة.

مساعدات ضخمة ومتنوعة

وواصل محمد عادل: "تضمنت القافلة ما يقرب من 2300 طن من المساعدات المتنوعة، من بينها أكثر من 2200 طن من السلال الغذائية والدقيق، إضافة إلى نحو 100 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية العاجلة. وتشمل الشحنات أيضًا أدوات للعناية الشخصية وألبان أطفال، وهو ما يعكس الحرص على تلبية مختلف الاحتياجات الأساسية للأسر الفلسطينية المتضررة".

وأوضح محمد عادل أن هذه المساعدات تمثل استجابة عملية للاحتياجات اليومية داخل القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية بسبب استمرار الحصار والإغلاق.

مشاهد إنسانية بارزة

وأشار محمد عادل إلى ثلاثة مشاهد رئيسية خلال تغطيته لرحلة القافلة. المشهد الأول تمثل في عودة عدد من الشاحنات بعد تفريغ حمولتها داخل غزة، حاملة معها صورًا مؤثرة لمعاناة الأهالي الذين يتلقون هذه المساعدات، أما المشهد الثاني فتمثل في عمليات التدقيق الصارمة والمعقدة التي تخضع لها الشاحنات في منفذ كرم أبو سالم على أيدي القوات الإسرائيلية قبل السماح لها بالعبور.

ونوه محمد عادل إلى أن المشهد الثالث برز في التكدس الكبير للشاحنات بمحيط معبر رفح، حيث اضطرت العديد منها للعودة إلى المنطقة اللوجستية بعد أن توقفت عمليات العبور تمامًا منذ الثانية عشرة ظهرًا، نتيجة منع الاحتلال مرور المزيد من القوافل.

عراقيل إسرائيلية وتحديات 

وصف محمد عادل الإجراءات الإسرائيلية بأنها معقدة وبطيئة، إذ تؤدي إلى تأخير دخول المساعدات وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ورغم هذه العراقيل، يواصل الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيره الفلسطيني بذل جهود متواصلة لإدخال الشحنات بشكل يومي وفقًا لأولويات الاحتياج.

وأكد محمد عادل أن تُظهر هذه العراقيل حجم التحديات الميدانية التي تواجه المنظمات الإنسانية، حيث لا يقتصر الأمر على صعوبة إيصال المواد الغذائية والطبية، بل يمتد ليشمل القيود المفروضة على حركة الشاحنات والوقت المسموح لها بالعبور.

دور الأمم المتحدة في التوزيع

من جانب آخر، تتولى الأمم المتحدة مهمة استلام المساعدات من الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لتوزيعها على المستحقين داخل القطاع. ويأتي هذا الدور لضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المتضررة بطريقة منظمة وشفافة.

وأكد محمد عادل أن الوضع الإنساني داخل غزة ما يزال يزداد سوءًا على مختلف الأصعدة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وشح مياه الشرب.

معبر رفح البري 
معبر رفح البري 

استمرار الجهود الإنسانية

ورغم التحديات، شدد محمد عادل على أن الجهود المصرية لم تتوقف عند حدود إيصال المساعدات، بل شملت أيضًا توفير الدعم اللوجستي والتنسيق الدولي مع الهيئات الأممية لضمان تدفق المساعدات بشكل دوري. كما يعمل الهلال الأحمر المصري على متابعة تنفيذ عمليات التوزيع بشكل مباشر عبر التنسيق مع الجانب الفلسطيني والأمم المتحدة.

وذكر محمد عادل أن استمرار إطلاق هذه القوافل يعكس التزام مصر الثابت بدورها التاريخي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن قافلة "زاد العزة" التاسعة عشرة ليست الأخيرة، بل ستتبعها قوافل جديدة حتى يتم تخفيف معاناة المدنيين قدر الإمكان.

تم نسخ الرابط