توتر جديد بين إيران وإسرائيل.. هل تتمسك طهران بخيار الدبلوماسية؟

علق الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية، على التباين بين التصريحات الدبلوماسية التي يتبناها وزير الخارجية الإيراني، والتهديدات العسكرية القوية التي يطلقها القادة العسكريون في إيران بشأن امتلاكهم أسلحة أقوى وأكثر فتكًا في حال تعرضهم لهجوم إسرائيلي.
إيران تستخدم وسيلتين رئيسيتين في التعامل مع قضاياها
وأوضح عبد المؤمن خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن إيران، مثل العديد من الدول، تستخدم وسيلتين رئيسيتين في التعامل مع قضاياها: الوسيلة الدبلوماسية والوسيلة العسكرية، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية تأتي في سياق الجهود الدبلوماسية التي تسعى من خلالها إيران لتجنب التصعيد، بينما تصريحات القادة العسكريين تعكس استعدادهم لمواجهة أي تهديد عسكري من إسرائيل.
وأضاف أن هذا التوازن بين الوسيلتين ليس أمرًا مستغربًا، بل هو جزء من الاستراتيجية الإيرانية التي تتبع مبدأ إظهار بعض الأمور بينما تخفي الأخرى، لضمان الحفاظ على خياراتها في كافة المجالات، وبالنسبة للسؤال حول ما إذا كانت إيران ستسلك نفس المسار الدبلوماسي الذي انتهى به الأمر إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في السابق.
وأشار إلى أن ما حدث في حرب عام 2012 كان مفاجأة لإيران، خاصة أن الولايات المتحدة شاركت في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أثناء مفاوضات دبلوماسية، موضحا أن هذا الهجوم دفع إيران إلى إعادة دراسة استراتيجياتها الأمنية، وبالتالي هي تسعى الآن إلى التوازن بين الحوار والمواجهة العسكرية بشكل أكثر حذرًا.
التعاون الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
وعن التعاون الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي اتهمتها إيران في السابق بالانحياز والتورط في عمليات تضليل، قال أستاذ الدراسات الإيرانية إنه من الممكن أن يكون هذا التعاون وسيلة لكسب المزيد من الوقت لإعادة بناء برنامج إيران النووي بشكل أكبر، مضيفا أنه في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك مفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين والوكالة، حيث جرت داخل إيران، ما منحها فرصة لعرض ما تملكه من معلومات حول برنامجها النووي بشكل مباشر.
وأكد أن إيران على يقين بأن هذه المعلومات ستصل إلى الولايات المتحدة، مما قد يكون جزءًا من إستراتيجيتها لضمان مواقفها في المرحلة المقبلة،وفي ختام حديثه، أشاد عبد المؤمن بتحليل الوضع الراهن في إيران، وأكد أن طهران تسعى إلى الحفاظ على توازن دقيق بين استخدام الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، وفي الوقت نفسه الاستعداد العسكري لمواجهة أي تهديدات قد تواجهها من إسرائيل.